سنة ١٠٦٤
بعد مصطفى أبشير باشا عين لولاية حلب طيار زادة مصطفى باشا وبقي إلى سنة ١٠٦٦ كما في السالنامة.
سنة ١٠٦٦
ذكر تعيين سيدي أحمد باشا والوقائع بينه وبين
مصطفى باشا واليها السابق
قال مصطفى نعيما في حوادث هذه السنة ما خلاصته : في هذه السنة عين سيدي أحمد باشا إلى قونية وهناك لظلمه وجوره لم يتحمله الأهالي وصار بينه وبينهم قتال أدى إلى عزله وتعيينه إلى حلب.
ولما عين إليها أتى إلى حلب كورد محمد وهو رجل من كبار أهالي قونية وصار يبث بين الأهالي أخبار ظلمه وفظائعه وسيىء أعماله ، وأعلم واليها قره مصطفى باشا بسوء إدارته وتعدياته ومنعه من مغادرة حلب وتسليمها إلى سيدي أحمد باشا متى أتى إليها ، وصار يقول له : إن رجال الدولة يعلمون أحوال هذا الرجل وإنه إنما عينوه إلى حلب تخلصا من شره ، ولو أمكنتهم الفرصة لقتلوه وهم عازمون على ذلك ، وإن أهالي قونية وقفوا أمامه وقاتلوه وعرضوا أمرهم للآستانة فعزل عنها وعين إلى حلب ، إلى غير ذلك من العبارات المنفرة ، وصار يخوف أعيان حلب من شر هذا الرجل ويوهمهم ، وبين لهم ما لديه من العساكر ويقص عليهم أفعاله في كوتاهية وغيرها من البلاد وأنه رجل لا يبالي بسفك الدماء وسلب الأموال وأنه متى دخل حلب لا بد وأن يجري على الطريقة التي ألفها وتعود عليها.
ولم يزل كورد محمد ينشر أخبار سيدي أحمد باشا حتى شاع أمره بين جميع طبقات الأهالي وأثر ذلك فيهم ، فعندها قرر الأهالي هنا واليهم السابق مصطفى باشا وقالوا له : نحن لا نريد سيدي أحمد باشا ، وعرضوا للآستانة وأعلموها أنه إذا أدّى الأمر فإنا مستعدون لمحاربته ووعدوا مصطفى باشا بما يلزم من المال في قتال هذا الرجل. واتحدوا مع واليهم المذكور على هذه الفكرة وأعدوا ما يلزم من المهمات ، وحصنوا القلعة بالذخائر والمؤن.