وفي شعبان أيضا جاءت الأخبار بأن عسكر ابن عثمان زحفوا على بلاد السلطان وآل الأمر إلى أن ابن عثمان أرسل يقول لنائب حلب : اعزل ابن طرغل ، فأجابه نائب حلب إلى ذلك وعزل ابن طرغل (١).
وفي رمضان اجتمع السلطان والأمراء في قاعة البحرة وضربوا مشورة في أمر آقبر دي الدوادار ، فوقع الاتفاق في ذلك اليوم على أن آقبر دي يستقر في نيابة طرابلس. وفي شوال جاءت الأخبار من حلب بأن آقبر دي الدوادار دخل إلى حلب طائعا وقد تم الصلح بينه وبين الأمراء الذين توجهوا من مصر ، وسبب ذلك أن العسكر الذين توجهوا إلى قتال آقبر دي وجدوه بمرعش عند علي دولات ، فلما طال الأمر على العسكر وكان الغلاء موجودا بحلب والعليق لم يوجد أرسل قصروه نائب حلب يسأل آقبر دي في الصلح فتوجه إليه قاني باي الرماح أمير أخور كبير فمشى في أمر الصلح وكان السلطان والأمراء مائلين إلى ذلك ، فلما وثق آقبر دي بذلك حضر صحبة قاني باي الرماح ودخل إلى حلب طائعا مختارا فلاقاه قصروه نائب حلب وسائر الأمراء الذين كانوا هناك ، وكان الأمير آقبر دي متوعكا في جسده ، فلما استقر بحلب كاتبوا بذلك السلطان فعين له خلعة حافلة وفرسا بسرج ذهب وكنبوش وكتب له تقليد نيابة طرابلس ومالها في كل سنة ثم أخذوا في أسباب التوجه إليه.
وفي شوال جاءت الأخبار بوفاة آقبردي بن علي الدوادار الكبير. ساق ابن اياس ترجمته ثم قال : إن آقبر دي لما دخل إلى حلب وأقام بها اعترته آكلة في فمه وقيل في وجهه رعت فيه حتى مات بحلب ودفن عند سيدي سعد الأنصاري ، ثم نقلت جثته إلى القاهرة سنة خمس وتسعمائة ودفن بتربته التي أنشأها له في الصحراء.
ذكر تولية حلب للأمير دولات باي
قال ابن إياس : وفي ذي الحجة انتقل قصروه من نيابة حلب إلى نيابة الشام عوضا عن جان بلاط نائب الشام بحكم انتقاله إلى الأتابكية بمصر ، وانتقل دولات باي بن أركماس نائب طرابلس ، إلى نيابة حلب عوضا عن قصروه.
__________________
(١) أقول : لم أعلم ابن طرغل من هو ولا الأسباب التي دعت السلطان بايزيد إلى حمل نائب حلب على عزله.