الكلام على هذه المدرسة :
قال أبو ذر في كنوز الذهب : هذه المدرسة بسوق البلاط لها باب من السوق المذكور ينزل إليها منه بدرج وباب آخر من درب شرقيها وهي ملاصقة للصاحبية ، أنشأها الأمير عز الدين جرديك النوري في سنة تسعين وخمسمائة وانتهت في سنة إحدى ، وأول من ولي تدريسها الشيخ مقرب الدين أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن فارس بن عثمان بن قشام التميمي الحنفي ولم يزل بها إلى أن عزل نفسه سنة ٦٤٤ ، ثم قتل في بيته عند استيلاء التتر على حلب ، ثم وليها بعده صفي الدين عمر بن زقزق الحموي ثم توجه إلى حماة سنة ٦٥٢ ، وتولى بعده محيي الدين محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن النحاس ولم يزل إلى أن انقضت الدولة الناصرية ، ومن جملة وقفها حصة بكفر نوران ، والفقهاء الحنفية يتناولون من وقفها ، وجرديك هو الذي تولى قتل شاور بمصر وقتل ابن الخشاب بحلب ، وكان بطلا شجاعا ولي إمرة القدس لصلاح الدين وتوفي سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
وقال ابن الشحنة في الدر المنتخب : وقد وصل تدريسها ليدي إلى أن نزلت عنها لولديَّ أيضا. وذكرها رضي الدين الحنبلي في تاريخه در الحبب وقال : إن تدريسها وصل إليه.
سنة ١٣٠١
تعمير المستشفى تحت القلعة
في ربيع الثاني منها بوشر بجمع الإعانات لأجل تعمير مستشفى للغرباء تحت القلعة. وفيها أسس مكتب ابتدائي في جامع الزينبية في الفرافرة ومكتب في جامع البهرمية ومكتب في المدرسة العثمانية ومكتب في جوار الشعبانية ومكتب في جوار القشلة ، وكلها ابتدائية يعلم فيها القرآن العظيم والخط ومبادي الحساب وشيء من الفقه لا غير. وفيها عمر حائط القبلية في المدرسة السلطانية الكائنة تجاه باب القلعة.
ذكر عدد نفوس الأهالي في هذه السنة :
في هذه السنة حررت نفوس أهالي حلب فبلغت كما ذكرته جريدة الفرات في عددها ٧٧٢ المؤرخ في ٨ رجب من هذه السنة :