[أقول] : وقد خربت دار العدل ولم أقف على الوقت الذي خربت فيه ولعل ذلك في الزلزلة الكبرى التي حصلت سنة ١٢٣٧ ؛ وموضعها الآن حديقة المستشفى الوطني الغربية ، يرشدك إلى ذلك قوله إن قانصوه جدد فيها مقعدا عظيما ملاصقا لجنينة يشبك ، وجنينة يشبك هي جنوبي مدرسته المعروفة الآن بجامع سوق العبي والله أعلم.
سنة ٨٢٤
ذكر وفاة الملك المؤيد شيخ وسلطنة ولده الملك المظفر أحمد
قال ابن إياس ما خلاصته : في هذه السنة توفي الملك المؤيد شيخ وأقيم في السلطنة ولده الملك المظفر أحمد وله من العمر سنة وثمانية أشهر. وقام بتدبير الملك الأمير ططر وكان ذلك تاسع المحرم من هذه السنة. ثم قال : وجاءت الأخبار من البلاد الشامية بأن جقمق الأرغوني نائب الشام قد خامر وخرج عن الطاعة ، وكذلك يشبك المؤيدي نائب حلب قد خامر أيضا وخرج عن الطاعة ، وكذلك بقية النواب قد خامروا وخرجوا عن الطاعة ، وكان الأتابكي ألطنبغا القرمشي لما توجه إلى الشام بسبب عصيان النواب أوقع معهم بمن معه من الأمراء فهربوا إلى صرخد. ثم إن الأتابكي ألطنبغا لما توجه إلى صرخد جمع العربان والعشير ورجع إلى دمشق وأوقع مع نائب الشام جقمق فانكسر جقمق منه وهرب إلى نحو حلب ، فملك الأتابكي ألطنبغا دمشق وقلعتها ، فلما بلغه وفاة الملك المؤيد وسلطنة ابنه أظهر العصيان وخرج عن الطاعة وأقام بدمشق وحصنها ونصب على سورها المكاحل بالمدافع والتفت عليه العربان والعشير.
ذكر تولية حلب للأمير ألطنبغا الصغير وقتل الأمير يشبك اليوسفي
قال أبو ذر في كنوز الذهب : إن السلطان المؤيد جرد من الأمراء المصرية إلى حلب ثمانية أمراء للإقامة بحلب ووصلوا في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين ، وهم ألطنبغا القرمشي وألطنبغا الصغير والأمير طوغان والأمير ألطنبغا المرقبي وشرباش قاقسو (١) وأزدمر الناصري وجلبان وأقبلاط الدمرداش ، فوصلوا إلى حماة وكان نائبها إينال دوادار نوروز فمسكوه حسب المراسيم الشريفة بذلك لهم واستقر في نيابتها أقبلاط المذكور ، ثم وصلوا
__________________
(١) لم يرد ذكره من بين الأمراء في «النجوم الزاهرة» (١٤ / ١٧٧) وإنما ورد ذكر سودون اللكاش.