تولية الأبلستين للأمير شاه بضاع أخي سوار
ولما قبض على سوار خلع الأمير يشبك على شاه بضاع أخي سوار وقرره عوضا عن أخيه في إمرة الأبلستين. ولما كان يوم الأثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وثمانمائة دخل الأمير يشبك الدوادار الى القاهرة وصحبته شاه سوار ودخل سوار قدام الأمير يشبك وهو راكب على فرس وعليه خلعة تماسيح على أسود وعلى رأسه عمامة كبيرة وهو في زنجير كبير طويل وراكب إلى جانبه شخص من الأمراء العشراوات وهو مشكوك مع سوار في الزنجير وكان قدام سوار إخوته وأقاربه وأعيان من قبض عليه من أمرائه ممن نزل معه من قلعة زمنوطو فكانوا نحوا من عشرين إنسانا ، وكان يوما مشهودا.
ثم إنهم صلبوا على باب زويلة وخمدت فتنة سوار كأنها لم تكن بعد ما ذهب عليها أموال وأرواح وقتل جماعة كثيرة من الأمراء وكسر الأمراء ثلاث مرات ونهب بركهم ، وقد انتهكت حرمة سلطان مصر عند ملوك الشرق وغيرهم حتى إن الفلاحين طمعوا في الترك وتبهدلوا عندهم بسبب ما جرى عليهم من سوار ، وكادت أن تخرج المملكة عن الجراكسة ، وقد أشرف سوار على أخذ حلب وقد خطب له بالأبلستين وضربت هناك السكة باسمه.
تتمة أخبار سوار وأسباب عصيانه :
قال القرماني في تاريخه في الكلام على الدولة الدلغادرية : في سنة سبعين وثمانمائة قدم أرسلان بن سليمان بن ناصر الدين بك الدلغادري التركماني إلى القاهرة فقتله صاحب مصر لكونه سلم بلاد خربوت إلى حسن الطويل ملك بلاد العراق والموصل وعين مكانه أخاه شاه بداق [بضاع] بن سليمان ، واعتضد أخوه شاه سوار بيك بسلطان الروم فاستولى على البستان ، ولما بلغ ذلك صاحب مصر أرسل لقتاله جمعا كثيرا من العسكر فهزمهم شاه سوار وأفناهم بالقتل [حسبما شرحناه].
وقال السخاوي في الضوء اللامع في ترجمته : هو سوار بن سليمان بن ناصر الدين بك دلغادر التركماني ويسمى فيما قيل محمد ويقال له شاه سوار نائب الأبلستين ومرعش ، خرج عن الطاعة ومشى على بعض البلاد الحلبية محتجا بأنها لآبائه وأجداده ، فقرر الظاهر