جلبي أفندي (لعلها الدار التي في السراي المتخدة دائرة للعدلية) داخلا وخارجا. وثاني يوم من وفاة الأفندي توجه أخوه علي أفندي وابنه عباس أفندي إلى ناحية الدولة ثم ختم القاضي بيت طيفون والحاج طه بن عمر أفندي وحامد أفندي وغيرهم من المعتقلين. وصار عبد الله أفندي الجابري مفتيا في حلب.
وفي ١٥ جمادى الأولى وجدنا خاروفا برأسين وأربعة أيدي وأربعة أرجل وألية واحدة.
وأتى يوسف باشا واستقام في الشيخ أبي بكر أربعة أشهر إلى غرة جمادى الثاني ، ففيها رحل وطلب قبل رحيله من البلد ثمانين كيسا و ١٤٠ دابة وسبعة مدافع وذخائر فردوا له الجواب : ما عندنا شيء ، إن كان مرادك المجيء تفضل أنت و ١٥٠ عسكريا لا غير وإلا فابق مكانك.
قتال أهالي حلب مع عثمان باشا
ودخل عثمان باشا إلى أنطاكية ونزل جميع عساكره على الحريم وفعل أفعالا قبيحة في أنطاكية لم تفعلها الخوارج حتى قتل ابن الكاتب وفض بكارة بنته وأخذها معه إلى أرمناز وقتل شيخها وصادرها وأتى إلى إدلب وصادرها وخرب جميع القرى التي مرّ عليها وما حول ذلك إلى أن وصل إلى خانطومان فرعى مزروعاتها ومزروعات ما حولها إلى أن وصل إلى الراموسة فكمل خرابها ونزل بقرب الشيخ سعيد وأرسل عساكره ونهب بساتين البلد وسلبوا ثياب من رأوه في طريقهم ، وانعقد القتال بينه وبين أهالي البلد وصار النقص في عساكره من القتال ومن الطاعون والقتل أكثر ، ولكن كانوا يخفون القتلى ، وانجرح من أهل البلد أبو بزبور وقطعوا رأس واحد. واستقام القتال عدة أيام إلى أن عجز عن الظفر ورحل إلى قرية عندان ولا زال يسلب أموال الناس ويأكل مزروعاتهم ، ثم رحلوا الى جفتلك حسن باشا وشلحوا أتباعه وكانوا سبعة من أهالي كلز في طريقهم وانقطع الطريق ، وأخذ في طريقه معز حلب ذبح منهم مقدار مائة رأس ، ولما بعد عن حلب رأوا في الشيخ سعيد مقدار سبعين قتيلا من أتباعه وفي خانطومان مقدار ثلاثين وذلك ما عدا الذين وقعوا في الطريق من عند خانطومان إلى الشيخ سعيد (١) ، ثم رحل من جفتلك حسن باشا إلى البيرة.
__________________
(١) قال الكاتب في مجموعته : جاء عثمان باشا وحاصر حلب من جهة خانطومان خمسة عشر يوما وما قدر يدخل حلب اه. أقول : لم أقف على أسباب تلك المحاصرة ولعل ذلك لقيام الفتن بين السيدة واليكيجارية كما يستفاد من الحوادث الآتية.