المفاصل ، ويوجد مرض من أنواع الحمى يأتي غالبا للصغار دفعة واحدة بشدة عظيمة مع ألم عظيم في الرأس ولكن لا يلزم لشفائها سوى حجامتها.
والهواء هنا لا يكون سببا للأمراض بل هو نقي صاف ، بل تأتي الأمراض من كثرة تناول الأثمار ، ومع هذا فإن الوفيات قليلة إلا في أوقات الطاعون. والأهالي هنا رغما عن كثرة غشيانهم للنساء فإن غالبهم يصل إلى سن الشيخوخة.
الزراعة في هذه البلاد :
الزراعة هنا تقريبا مثل أوروبا ولكنها أهون منها ، لا يحرثون الأرض سوى مرة واحدة ثم يزرعون بها ثم يزحفونها [أي يغطون البذر بالتراب ويسميه الفلاحون بالطبان في عصرنا] ووقت خروج الزرع لا يهتمون برفع ما خبث من النبات الخارج بين الزرع ، ووقت الحصاد لا ينفضون الحزم لكن لهم طاحون من دف عليه صفحات حديد [يظهر أنه ما يسمى الآن بالجرجر] وهم يربطون البقر أو غيرها من الحيوانات على الدولاب وتدار ، وبدوران هذا الدولاب تتكسر الحزم ويخرج الحب ، وبعد ذلك يذرّونه في الهواء ، وبهذه الصورة ينفصل الحب عن التبن. وكل الأراضي تزرع سنة وتترك سنة. وغرس العنب واستثماره في هذه البلاد هو أسهل من أوروبا وهو لا يكسح أبدا ، ولهذا السبب لا تبقى الكروم هنا كثيرا وغرس الأشجار المثمرة ليس أحسن حالا من غرس العنب.
كلامه على خانطومان :
هذا المكان يبعد عن حلب ثلاثة أميال [من جهة القبلة] ويوجد فيه أربعون محافظا يقودهم آغا ، والقصد من وجود هؤلاء المحافظين رد غارات العربان ومنعهم من نهب حبوب القرى ، وخانطومان هي بجانب النهر وهذا النهر يصب في سهول تبعد عن حلب ثلاثة أميال ، وبذلك يصير الهواء غير نقي ، وهؤلاء المحافظون تؤمن معيشتهم من أهل القرى المجاورة ومن البلدة. وكان في هذا المكان بعض مدافع جميلة أخذت لحصار بغداد وبقي منها خمسة أو ستة لا تصلح إلا لإخراج الصوت.
ثم تكلم على خان العسل قال : وهو يبعد ميلين عن حلب في الطريق الآخذة إلى طرابلس ، وكان كبيرا ومحصنا تأوي إليه القوافل ، وهو الآن كاد يخرب تماما ، وبقرب هذا الخان عين صغيرة تخرج من ذيل رابية صغيرة وماؤها عذب.
[ثم قال] : هذه هي ملاحظاتي الخصوصية التي كتبتها عن حلب أثناء إقامتي فيها