وبعد سنوات قلائل تأسس هذا المكتب في المدرسة المنصورية في محلة الفرافرة وكنت في عداد تلامذته سنة ١٣٠٤ وحزت الشهادة منه في السادس والعشرين من ذي القعدة سنة ١٣٠٦ ، وكان مديره الشيخ محمود أفندي لامع وهو رجل فاضل من أهالي كلّز له إلمام باللغة العربية ، وكان ذا همة ونشاط على علو سنة حريصا على التعليم حسن الأخلاق عاد بعيد هذا التاريخ إلى وطنه ولم أقف على السنة التي توفي فيها رحمهالله تعالى.
تعيين حمدي باشا
وفي هذه السنة عيّن لولاية حلب حمدي باشا.
سنة ١٢٧٢
كان الناس يشربون الدخان المعروف بالتتن بواسطة بودقة يوضع فيها التتن ويوضع عليها النار وتوضع هذه البودقة في أنبوبة طولها من شبر إلى نحو ذراعين تدعى الغليون. وللناس اعتناء كبير في هذه البودقة وهذا الغليون ويتغالون في أثمانها وفي صناعتها ويضعون في طرفها الذي يمتصون منه الدخان أحجار الكهرباء الصفراء.
ففي هذه السنة بطل ذلك وصاروا يمتصون ذلك بوضع التتن في ورقة صغيرة رقيقة يلفون فيها التتن وهي التي تدعى بالسيكارة إلى يومنا هذا.
وفي هذه السنة صار الناس في عقود الأنكحة يحضرون المنشدين ، وقبل إجراء صيغة عقد النكاح يديرون عليهم أطباق الحلوى ولم يكن في ذلك الوقت سوى الحلوى التي تسمى بالراحة ، وبعد إجرائه يديرون عليهم كاسات الشراب.
سنة ١٢٧٣
كان الوالي فيها أشقو دره لي مصطفى باشا كما في السالنامة.
إنشاء المطبعة المارونية
قدمنا أن حلب كانت أسبق البلاد السورية إلى فن الطباعة وأن وجودها فيها كان سنة ١١١٤ ، غير أنه لم يعلم كم بقيت هذه المطبعة ومتى أهمل أمرها. ولم تزل حلب خالية من ذلك إلى سنة ١٢٧٣ (١٨٥٧ م) ففيها أنشئت المطبعة المارونية.