سنة ١٣٠٤
إطلاق زيرون جقماقيان المرعشي الرصاص على جميل باشا
قالت الفرات في عدد ٨٨٨ المؤرخ في ٢٠ صفر من هذه السنة و ١٥ تشرين الثاني ما نصه : صباح الثلاثاء المصادف ١٧ من صفر و ١١ من تشرين الثاني بنيما كان والي الولاية العالي حضرة دولتلو جميل باشا الأفخم متوجها من دار الحكومة إلى منزله ماشيا وكانت الساعة إحدى عشر ونصف مساء إذ عرض له حين وصوله لساحة باب الفرج زيرون جقماقيان المرعشي على ملأ من الناس وقال : جميل باشا لا تتحرك ، كيف تتخلص الآن من يدي؟ واتخذ هدفا وأطلق عليه رصاصة من راولور (مسدس) في يده ، فبعون الملك المتعال وإثر توجه الجناب الملوكاني لم يصبه الرصاص ، فوثب عليه حضرة والي باشا وثبة الأسد بأسرع ما يكون وأخذ بعاتقه ، فعندها أطلق الجاني النار ثانية فمر الرصاص بين رجلي الوالي المشار إليه فهجم عند ذلك ياور ملجأ الولاية الملازم إسماعيل أفندي والجاويشية والأتباع وحاولوا أخذ الراولور من يد الجاني فأطلقها ثالثة وهرب ، فبلطف الله تعالى ذهب الرصاص في الهواء وقبض على الجاني ، ولما قبض عليه هجم عليه كثير من الأهالي الموجودين في تلك الساحة وأرادوا تقطيعه إربا وإذاقته ريب المنون ، فمنعهم حضرة الوالي قائلا : (أرجوكم لا تقتلوه) فتراجعوا عنه ، وفي الحال سأله الوالي فقال : ما سبب قصدك هذا ، هل كان من نفسك أو بسوق أحد؟ فقال الجاني : كان بسوق غيري وسوف أبدي الأمر ، فأرسل للحبس وأخذ غيره من المظنونين تحت التوقيف وابتدأ بإجراء التحقيقات الأولية اه.
أسباب إطلاق زيرون الرصاص على جميل باشا
وأسماء الوجهاء الذين ألقي عليهم القبض على إثر هذه الحادثة
بحجة أنهم مدبروها وما جرى في ذلك من الأمور
كان جميل باشا منع زيرون المرعشي المحامي من تعاطي المحاماة وضيق عليه أسباب معيشته بكل ما يمكن ، فضاق ذرع زيرون لذلك ووقف له في ميدان باب الفرج أمام قسطل السلطان الذي هو مكان الساعة الآن ، ولما مرّ جميل باشا قال له : (طورنمة جميل باشا) أي لا تتحرك يا جميل باشا ، وأطلق عليه عدة طلقات لكنه لم يصبه ، وأكثر