مهيع عظيم في زمن البرد والشتاء ، وكان الباشا إذ ذاك علي بن علوان بيك ودعا عليه العسكر دعاء عظيما حيث كان هو السبب في أن ركبهم هذه المشاق من غير ذنب جناه باغي المذكور اه.
سنة ٩٨٨
تولية حلب لبهرام باشا والكلام على جامعه
في هذه السنة ولي حلب بهرام باشا وهو ابن مصطفى باشا ابن عبد المعين ولم أقف له على ترجمة. ومن آثاره الجامع العظيم المشهور بالبهرامية في محلة الجلّوم في مدينة حلب ، طول صحنه من القبلة إلى الشمال ٢٩ ذراعا بالذراع النجاري وعرضه من الشرق إلى الغرب خمسون ذراعا وقبليته ذات قبة واحدة عظيمة تحتها اثنا عشر إيوانا صغيرا بأربعة عشر شباكا مشرفات على جنينة. ومحراب القبلية وبابها وباب الجامع الشمالي أبدع المعمار ما شاء أن يبدع يروقك النظر إليهم لما فيهم من الزخرفة. وبين القبلية وصحن الجامع رواق عظيم البنيان ذو أعمدة ضخمة وفي يمينه إيوان صغير ومنه يصعد إلى منارة الجامع وهي مرتفعة جدا تعد من المنارات العظيمة التي في حلب ، وكانت قد سقطت فأعيدت سنة ١١١١ ، وسيأتيك ما كتب على بابها من الأبيات في ترجمة ناظمها الشاعر الأديب يحيى العقاد من شعراء القرن الثاني عشر ، وعن يساره إيوان صغير أيضا فيه شباكان عظيمان مطلان على الجنينة. يحد الجامع شمالا سوق موقوف على الجامع وغربا زقاق يعرف بزقاق السودان وشرقا زقاق يسمى الآن زقاق البهرامية باسم الجامع وفي القديم كان يعرف بدرب السبيعي (١).
وفي زلزلة سنة ١٢٣٧ وقعت القبة وبقيت خرابا نحو أربعين سنة لعدم وجود غلة في الوقف ، ثم بيع ما كان على القبة من الرصاص وبنيت القبة بثمنة وأعيدت كما كانت.
وعمر الواقف في مدخل باب الجامع الشمالي سبيل ماء وفي غربيه مكتبا للأيتام يصعد إليه بدرج.
وتاريخ الوقفية سنة ٩٩١ وهي من إنشاء تاج الدين الكوراني ، ويغلب على الظن أن وفاته كانت سنة ٩٩٤ ووفاة أخيه رضوان باشا الآتي ذكره كانت سنة ٩٩٥ ودفنا في مغارة في الجنينة أعدها الواقف تربة لنفسه ولأخيه ، وذكر ذلك في كتاب وقفه ، وقد بني فوق المغارة
__________________
(١) نسبة إلى الحسن بن أحمد السبيعي الحلبي الحافظ المتوفى سنة ٣٧١.