وفي رجب جاءت الأخبار بأن دولات باي أخا العادل توجه إلى حماة ونهب غالب ضياعها وفر منها النائب الذي كان بها وقبض على أعيان أهلها ، فلما بلغ السلطان ذلك عين تجريدة إلى البلاد الشامية.
ذكر توسط علي دولات صاحب مرعش في الصلح
بين سيباي ودولات باي وبين السلطان
قال ابن إياس : وفي شوال حضر قاصد من عند علي دولات وقد أرسل ليشفع عند السلطان في سيباي نائب حلب ودولات باي نائب طرابلس ، وكان قد أشيع عنهما العصيان وأنهما من عصبة قيت الرحبي [أحد الأمراء الذين تغير خاطر السلطان عليهم لاستشعاره أنه ممن يتطلب السلطنة وسيباي كان من المنتسبين إليه] وفيه خلع السلطان على قاصد علي دولات وأذن له بالعود إلى بلاده وكتب له الجواب عن أمر سيباي نائب حلب ودولات باي نائب طرابلس [أي بالرضا عنهما وعودهما إلى مصر] وفي سنة ٩١١ ولي نيابة الشام كما ذكره ابن إياس في حوادث شهر ذي الحجة من هذه السنة.
ترجمة سيباي الجركسي وآثاره بحلب والشام
قال في در الحبب : سيباي بن عبد الله الجركسي كان كافل حلب قبل خير بك ، وفي أيام كفالتها وقع بينه وبين أبرك نائب قلعتها شنآن فحاصر القلعة ولم يقدر عليها ، فلما بان له تغير السلطان الغوري عليه أخذ معه ثوبا أبيض موصليا ودخل به عليه قائلا إنه جاء بكفنه فليفعل به ما يختار من قتل أو غيره ، فصفح عنه ونقله إلى كفالة دمشق ، ولم يزل يجمع بها العلماء عنده في كل ليلة جمعة يتذاكرون بين يديه في أنواع العلوم بعد أكل السماط.
وهو الذي أنشأ بحلب خلاء الجامع الكبير لينتفع به من بات بالجامع ومن لم يبت. وأنشأ بدمشق المدرسة السيبائية كأنه تلافى بإنشائها هفوته بحلب بالمدرسة الظاهرية الشهيرة بالسلطانية [تحت القلعة] حيث كان قد خرقها إذ حاصر القلعة من موضعين بسبب الطوبات أحدهما لإدخالها والآخر لنصبها تجاه القلعة ثم رمى بها ، إلا أنه أمى عليه القلعيون فلم يظفر بشيء ١ ه.