مقدار الصابون الذي يطبخ الآن في حلب
عدد المصابن الموجودة الآن في حلب عشرة ، وفي بعض الدور بعض قدور صغيرة تبلغ قدرا كبيرا أي تعادل مصبنة ، فالمجموع إحدى عشرة مصبنة ، وقبل الحرب العامة التي حصلت سنة ١٣٣٣ كان عدد الطبخات من الصابون يتراوح بين ٤٠٠ إلى ٤٥٠ طبخة ، والطبخة وزنها ثلاثة آلاف وسبعمائة أمة والأمة ٤٠٠ درهم ، وبعد الحرب العامة أي منذ ست سنوات إلى الآن تنازل ذلك إلى ٢٥٠ طبخة ، وأسباب ذلك انفصال الأناضول عن حلب ووضع رسم الكمرك على البضائع التي ترسل من حلب إلى بلاد الأناضول ، وصار يؤخذ على طبخة الصابون ٧٥ ليرة عثمانية ذهبا فصار لذلك يطبخ الصابون في كلّز ونزّب وعينتاب ، وتراجعت هذه الصنعة هنا إلى الوراء بعد أن كانت رائجة رواجا عظيما ولها أهمية كبرى.
بناء مدرسة الإسماعيلية
هذه المدرسة بالقرب من دار الحكومة بينهما خطوات قلائل بناها إسماعيل بك المذكور وكتاب وقفها محرر في ربيع الأول سنة ١٢٥٥ ووقف عليها خمسين كتابا منها نسخة من شرح العيني على البخاري في ٦ مجلدات والمواهب اللدنية للقسطلاني في مجلد والسيرة الحلبية في مجلدين والمفاتيح الدرية للشراباتي الحلبي. وقد تمزق شمل هذه الكتب ولم يبق منها إلا القليل نقل في السنة الماضية إلى المدرسة الخسروية. ووقف عليها بستان القبار شمالي حلب وطاحونا هناك وبساتين في خانطومان على ضفة النهر هناك وعدة أراض هناك وطاحونا في قرية الشيخ أحمد وتسعة دكاكين ودارا في حلب ، وهي الآن تحت يد دائرة الأوقاف وطلبتها ومدرسوها يأخذون رواتبهم منها. وقد نظم السيد يحيى الكيالي مدير الأوقاف دروسها وجعلها مرتبطة بالمدرسة الخسروية وذلك حين افتتاح هذه المدرسة سنة ١٣٤٠ كما قدمنا.
تولية حلب لأسعد مخلص باشا
بعد أن غادر إبراهيم باشا المصري الديار السورية تولى حلب في هذه السنة أسعد مخلص باشا كما في السالنامة.