نسجتها حلة تجلى بها الحور |
|
في جيدها درر في وجهها نور |
لم يعترى نظمها كذب ولا زور |
|
إن رمت تاريخها تاريخها الغور ١٢٣٧ |
تبارك الله ما أحلى معانيها |
||
لا تتهموني بكذب إنني رجل |
|
قد أخبروني وقلبي هائم وجل |
لما سمعت بها أنشأتها عجل |
|
إن يكذبوا فلهم من ربهم أجل |
أو كان قد صدقوا شدنا مبانيها |
||
أستغفر الله من جرمي ومن زللي |
|
إن كنت أخطأت في قولي وفي عملي |
فإن رحمة ربي منتهى أملي |
|
نظمتها درة فاقت على الحمل |
تحلو لسامعها الصاغي وتاليها |
||
صلى الإله على المبعوث في الأمم |
|
محمد المصطفى ذو المجد والهمم |
خير البرية من عرب ومن عجم |
|
والآل والصحب أهل المجد والكرم |
ما فاض فضل من الرحمن باريها |
وعمل الشيخ محمد الترمانيني والد الشيخ عبد السلام أفندي المتوفى سنة ١٢٥٠ مقامة في وصف هذه الزلزلة ثم تخلص منها إلى مدح والي عصره ، قال بعد الخطبة :
أما بعد ، فلما كانت سنة سبع وثلاثين بعد المائتين والألف. حصل في أواخرها ليلة السابع والعشرين من ذي القعدة الهز والرجف. وذلك في محروسة حلب السنية. وما ينسب إليها من القرى والبلاد البهية. فبينما نحن في ثالث ساعة من تلك الليلة نتحدث. ولحاظ أعين سرورنا بألبابنا تغزو وتعبث. إذ وردت علينا مقدمات جيوش هازم اللذات. وصار كل منا يقول والله إن للموت سكرات. وما ذاك إلا دوي كدوي الصواعق. تتدكدك من هوله الشوامخ والشواهق. وما مضت ثانية من الثواني. إلا ولم يعرف الواحد منا الثاني. ونفضتنا الأرض عن ظهرها حتى قربنا من السماء. وكدنا نغترف بأكفنا من السحاب الماء. ثم هبطنا للحضيض الأسفل. وعدنا لما وصلنا إليه أول. نحو خمس مرات متواليات. حتى ظننا أن الأرض قد اختلطت بالسموات. وأن نفخة الفزع قد آن أوانها. وأن الساعة قد حانت أحيانها. فصرنا أولا نبتهل ونتضرع. ونستغيث ونار الخوف بأفئدتنا تتدلع. ثم تلجلج اللسان تلجلج الفأفاء. ولم يبق لنا من الحواس سوى بصر شاخص إلى السماء. واستولت علينا ظلمات الغضب. ولم يثبت لأحد في ذلك الوقت عصب. فبينما