والتجار الذين كانوا قاطنين في خان والده [هكذا ولا أدري أي خان هو] شكوا أمرهم إلى مفتي حلب (١) وإلى الوزير وكبار رجال الدولة راجين عزل هذا الرجل ، في آخر الأمر جاءت الأوامر مشددة بالعزل وعين واليا على سيواس.
ذكر عزل سيدي أحمد باشا
وتعيين مرتضى باشا
وعين على حلب مرتضى باشا والي بغداد وغادرها عندئذ سيدي أحمد باشا ، وهكذا انتهت فتنته. وفي هذه المحاصرة حصل لأهالي حلب ضيق عظيم ، ولو أن سيدي أحمد باشا دخل البلدة ما كان ينتظر أن يحصل لهم مثل هذا الضيق وتلك الشدة.
سنة ١٠٦٧
خروج حسن باشا أبازه زاده على الدولة وتغلبه
على كثير من البلاد العثمانية ومن جملتها حلب
ومحاربة مرتضى باشا ثم قتله في حلب
أطال الفاضل مصطفى نعيما في تاريخه الكلام على أحوال هذا الرجل والفتن التي كانت منه ، وقد اقتضبنا منها هنا خلاصتها. قال :
أصل حسن باشا أبازة زادة من أبناء السباهية دخل في سلك مأموري الدولة وأخذ يترقى في المناصب إلى أن صار من كبار رجال الدولة ، غير أنه كان ميالا
__________________
(١) هو المولى محمد بن الحسن الكواكبي مؤلف الفوائد السمية وهو شرح لمنظومته الفرائد السنية في الفقه الحنفي ، وقد أشار المولى المذكور في خطبة كتابه هذا إلى هذه الوقائع حيث قال : فببينا أنا على هذا النمط وقد امتطيت جواد الشطط إذ نودي النضال النضال وتكسرت النصال على النصال ، حتى كأن فؤادي في غشاء من نبال ، وذلك ما اتفق في سنة ست وستين من تجمع العشائر من كل فج عميق ، حتى وقعت شهباؤنا بالمضيق ، وذلك بتسبب أهل الفساد ممن استوطن طارئا بهذه البلاد ، فذهب الطريف والتالد وحذفت الصلة والعائد.