صحبتهم جماعة من أعيان أمرائه وهم بزناجير على خيولهم وصحبتهم باش عسكر ابن عثمان وهو أحمد بك بن هرسك وهو راكب وفي عنقه زنجير. وقيل إن ابن هرسك كان أميرا كبيرا أتابكي ابن عثمان ، فلما عرضوا على السلطان عاتب أحمد بن هرسك ووبخه بالكلام ثم سلمه إلى الأمير قانصوه خمسمائة أمير أخور كبير ثم وزع بقية الأسراء على جماعة من المباشرين حتى قضاة القضاة ، ثم خلع على الأتابكي أزبك وعلى بقية الأمراء ونزلوا إلى دورهم.
سنة ٨٩٢
ذكر إطلاق أحمد بك بن هرسك
قائد العساكر العثمانية
قال ابن إياس : وفي المحرم رسم السلطان بفك قيد أحمد بك بن هرسك الذي قد أسر وكذلك فك قيود من أسر من عسكر ابن عثمان وأخذوا في أسباب تجهيزهم إلى بلادهم وقد أشيع أمر الصلح بين السلطان وابن عثمان.
وفي شوال جاءت الأخبار بفرار شاه بضاع بن دلغادر وكان مسجونا بقلعة دمشق ، فلما بلغ السلطان ذلك تنكد إلى الغاية ورسم بشنق نائب قلعة دمشق ، ثم جاءت الأخبار بأن شاه لما فر من قلعة دمشق توجه إلى ابن عثمان فأكرمه وأقام عنده إلى أن كان من أمره ما سنذكره في موضعه.
سنة ٨٩٣
ذكر الحرب بين العساكر المصرية والعثمانية
وانتصار المصريين أيضا
قال ابن إياس : في المحرم جاءت الأخبار بأن ابن عثمان أرسل عسكرا عظيما وقصد محاربة عسكر مصر. وفي جمادى الأولى جاءت الأخبار من حلب بأن ابن عثمان جهز عسكرا وقد وصل إلى آدنة ، فلما بلغ السلطان ذلك اضطربت أحواله ونادى بالعرض فحضر الأتابكي أزبك باش العسكر فكتب بحضرته من الجند نحوا من أربعة آلاف مملوك