وفي ٢٦ شوال أرسل ابن قره ملا مصطفى آغا متسلما على كلز وفيه نهب ابن عمه قرية عنجاره وحور وغيرها بإذن الباشا.
وفي ٢٩ منه بلغ سوء فعل أتباعه أن كسروا غراريف بساتين حلب ودواليبها وأخشاب بيوتها وطياراتها من حدود قرية باب الله (بابلّا) إلى قرب بستان الدباغة وحرقوها وحرقوا أخشاب قرى البلد بأجمعها وسلبوا متاع حرمها ونهبوا أغنامها وسائر مواشيها وتركوها قاعا صفصفا إلا ما قلّ وحماه الله من كيدهم من القرى الغربية البعيدة عن ممر طريقهم ، وقطع جريمة ابن العبد بأربعين كيسا بعد سلب أمواله ، وأرسل الباشا إلى محصل حلب وسأله : أيش قدر تكلف فرش السرايا عليك؟ قال له : مائة كيس ، فقال له : بدّي ثمن الفرش عليّ دراهم لله وله مرادي أرسلها ، فأخذها منه.
وفي ختام سنة ١١٩٤ رحل عثمان باشا وتوجه ناحية كلز ونزل في بيوتها ، ثم طرح عبدي باشا ضرائب على الأهالي داخلا وخارجا من جمال وبقر وغنم ومعز وملح وفستق وبن وشب وتنباك وقطن وحرير وحنطة وشعير وغير ذلك.
سنة ١١٩٥
قال الطرابلسي : فيها في محرم الحرام طرح عبدي باشا على النصارى ألف غنمة بستة عشر كيسا وطرح تسعمائة على اليهود بمثل ذلك.
وفي آخر يوم منه دخل عثمان باشا البلد ونزل عساكره في جميع البيوت حتى الأكابر مثل دار عمر أفندي وجلبي أفندي وطرابلسي زاده وكواكبي زاده وبيت الزعيم وأمثالهم مع ما يلزمهم ، ثم طرح على القصّابين سبعمائة أذن غنمة فأغلقوا الدكاكين وانهزموا.
ذكر ذهاب عبدي باشا من حلب
وفي عاشر صفر رحل عبدي باشا من حلب وصحبته ٣٦ يدكا مسومة وأربعون في الجنازير ولله الحمد على خلاص الفقراء.
وفي الحادي عشر منه نبه عثمان باشا على الأسواق أن تفتح وأن يعود الناس إلى بيعهم وشرائهم وأن كل من اشترى منه العسكر شيء ولم يعطه المشتري الثمن أو نقصه منه شيء أو تعدى عليه أحد ولم يخبر به الباشا يشنقه على دكانه ، وكل دكان لا يفتحها صاحبها