وفيه عرض السلطان الجند وعين تجريدة إلى حلب بسبب علي دولات بن دلغادر وعين بها من الأمراء أزدمر أمير مجلس الذي كان نائب حلب والأمير تغري بردي ططر حاجب الحجاب الثاني وغيرهم من الأمراء ومن الجند نحو خمسمائة مملوك وأنفق عليهم ، فبلغت النفقة على الأمراء والجند زيادة عن سبعين ألف دينار.
وفي رجب خرج الأمراء والعسكر إلى التجريدة التي عينت إلى علي دولات ابن دلغادر وكان آخر العهد بالأمير أزدمر أمير مجلس الذي كان نائب حلب فلم يدخل إلى مصر بعد ذلك.
سنة ٨٨٩
ذكر إرسال تجريدة ثانية إلى ابن دلغادر
صاحب مرعش ومبدأ الخلاف بين دولة الجراكسة
في مصر والدولة العثمانية وانكسار العساكر المصرية
وقتل ورديش نائب حلب
قال ابن إياس : في المحرم عين السلطان تجريدة ثانية تقوية لمن تقدم من العسكر ، فعين تمراز النمشي أمير سلاح باش العسكر ومن المقدمين أزبك اليوسفي وعين من الجند نحوا من أربعمائة مملوك من المماليك السلطانية.
وكان سبب تعيين هذه التجريدة أن السلطان قد بلغه أن ابن عثمان ملك الروم [هو السلطان بايزيد ابن السلطان محمد الفاتح رحمهالله تعالى] قد أمد علي دولات بعساكر كثيرة ، وهذا أول تحول ابن عثمان على بلاد السلطان ، واستمرت الفتن بعد ذلك تتزايد إلى أن كان ما سنذكره في موضعه.
وفي ربيع الأول جاءت الأخبار بأن العسكر الذي خرج من القاهرة قد تقاتل مع علي دولات أخي سوار ، وقد كسر العسكر وقتل منهم جماعة كثيرة من الأمراء والجند ، فقتل الأمير قاني بك أحد أمراء الطبلخانات وقتل معه جماعة من أمراء حلب والشام.
وفي رمضان جاءت الأخبار من حلب بأن ورديش نائب حلب خرج في جمع من العساكر وتقاتل مع علي دولات أخي سوار ، وقد أمده ابن عثمان بجمع كثير من عساكره ، فلما التقى العسكران وقع بينهما واقعة مهولة فانكسر العسكر الحلبي وقتل وردبش نائب حلب وجماعة كثيرة من العسكر الحلبي والمصري.