وظلت هذه الفتنة إلى أواخر هذه السنة ودامت من ابتدائها إلى أن خمدت نارها خمسة عشر شهرا. وفي أواخر هذه السنة أطلق سراح العساكر وأنعم على أدهم باشا القائد العام لهذه الجيوش برتبة مشير وتعين قائدا عاما للجيوش التي وجهت لمحاربة اليونان ، وعيّن علي محسن باشا قائدا فوق العادة على ولاية آدنة وحلب وبقي في حلب إلى أن توفي فيها في شوال سنة ١٣٢١ ودفن بالتكية المولوية ، وكانت جنازته حافلة حضرها ألوف من الناس ، واتخذ قبره من حجارة حمراء استحضرت من بلاد إيطاليا ونقش عليها بيتان من نظم شيخنا الشيخ بشير أفندي الغزي رحمهالله وهما :
لله رمس ضم مولى ماجدا |
|
للمرتضى صهر النبي سميّا |
رضوان يوم العيد أرخ إنه |
|
أضحى علي في الجنان عليّا |
١٣٢١
سنة ١٣١٤
في هذه السنة شكلت لجنة لإكمال عمارة مستشفى الغرباء الذي كان بوشر به في أثناء ولاية جميل باشا ، وكان قد ارتفع من أبنيته مقدار ثلاثة أمتار ، وفي صفر منها شرع المجلس البلدي بعمارة منتزه السبيل شمالي حلب إلى غربيها وحفر ثمة حوض على شكل نصف دائرة يملأ من بئر حفر هناك يستخرج ماؤه بواسطة دولاب يدور في الهواء ، وانتهت عمارته في منتصف محرم من سنة ١٣١٥.
ذكر الحرب بين الدولة العثمانية واليونان
في منتصف ذي القعدة من هذه السنة ابتدأت الحرب بين الدولة العلية العثمانية واليونان ، وفي نصف ذي الحجة أوقف رحى الحرب وكان النصر حليف الدولة العثمانية ، واستولت على كثير من بلاد اليونان حتى قاربت العساكر العثمانية عاصمتهم (آتينا) إلا أن الدول الأوربية لم تمكن الدولة العثمانية من اجتناء ثمرة انتصارها وأعادت لليونان ما أخذ منها بل زادتها من أملاك الدولة العثمانية ، وقد أفرد ذلك بتأليف مخصوص موسوم بحرب الدولة العثمانية مع اليونان بالتركية والعربية.