شهر ٤٠٠ قرش على اعتبار قيمة الليرة العثمانية الذهبية ٢٧٥ قرشا الذي هو سعرها الحالي ، غير أن المتولي لم يعطهم أكثر من ليرة واحدة ، والحال باق على هذا إلى الآن ولا ندري ما يكون الحال في المستقبل.
ولو أتيح لهذه المدرسة متول عامل يقدر العلم حق قدره ويوجه العناية إلى استثمار أراضيها الواسعة لدرت خيرا كثيرا وغزرت مواردها وعاد ذلك بالفائدة الكبرى على هذا المعهد العلمي العظيم ورجعت إليه حياته الأولى ومجده السابق والله الموفق.
سنة ١١٥٣
ذكر تولية حلب للوزير يعقوب باشا
قال العلامة المرادي في تاريخه : قدم حلب مرتين مرة حين انفصاله من صيدا مارا إلى أدرنة ، ومرة قدمها واليا سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف. سار في مبدأ أمره سيرة حسنة بحلب ثم جاز لما أمر بالجردة من حلب لاستقبال الحجيج ولم يعد منها لحلب بل توجه إلى دار السلطنة فإنه كان دعي للمصاهرة. وكان رحمهالله لا بأس به له شفقة ومحبة للفقراء ، وفي أيامه وصل سفير طهماس قولي المدعو بنادر شاه من مملكته إيران لحلب مجتازا لدار السلطنة واحتفلت له الدولة العلية إظهارا لأبّهة السلطنة ومعه تسعة من الفيلة على ظهورهم التخوت وهم أمام السفير كل هنيهة يقفون لسلامه ويأمرهم الفيال فيطأطئون خرطومهم حين السلام ، وكان وصولهم لحلب ثامن شوال سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف وكان يوما مشهودا حضرت أهل القرى كلها لمشاهدة الفيلة ، وأسم هذا السفير حجي خان كان من أهل العناد والطغيان ، وكان قدم سفير آخر من طهماس المذكور واجتاز بحلب عاشر شوال سنة خمس واربعين ومائة والف لجمع الأسارى ، والقصة مشهورة إلا أنه لم يكن بهذه الأبهة وخرجت إليه نساء الأعاجم اللاتي كن أخذن أسارى واستولدن ، فمنهم من أبى وهو الأقل والباقون تبعوا السفير لارتكاب القبائح علنا. وتوفي بعد ذلك بقليل رحمهالله اه.
سنة ١١٥٦
كان الوالي فيها حسين باشا ووقع في أيامه طاعون ، ذكر ذلك الشيخ بكري الكاتب في مجموعته وهذا لم يذكره مرتب السالنامة.