١٨ من شهر ربيع الأول جاء الخبر أن أشقياء اللاوند القبسيين جاؤوا إلى قرى حلب مقدار ١٨٠٠ خيّال ، فخرج أحمد عزت باشا من البلد إلى تكية الشيخ أبي بكر وصحبته جميع الأعيان وأرسل مناديا يأمر اليكيجارية والأشراف والسباهية والرعايا أن يخرجوا معه لقتال اللئام وأرسل إلى جميع النواحي مرسوما يستدعيهم للقتال ، وفي اليوم الثاني أرسل خنكارلي زاده إلى الراموسة وعيّن معه العسكر بتمامه وسيّره إلى الراموسة وبقي الباشا في التكية ومعه المدافع وبات العسكر ليلة واحدة في الراموسة ، وفي اليوم الثاني رجعوا إلى حلب وأمرهم الباشا أن يأتوا إلى الشيخ أبي بكر لأجل أن ينزل صحبة العسكر بالألاي إلى السراي.
سنة ١١٩١
قال الطرابلسي : وفي ١٩ رجب دخل الحاج إبراهيم باشا من عتقاء أولاد العظم إلى حلب واليا وتعاطى الأحكام ، وعيّن أحمد عزت باشا على المدينة المنورة.
سنة ١١٩٢
قال الطرابلسي ما ملخصه : في صفر من هذه السنة قام الناس على القاضي من قلة الخبز ، فأخذوه معهم إلى السرايا وأهانوه وصاروا يشتمونه ووضعوه في الجاويش خانه وأرادوا قتله ، فخلصه السيد عبد اللطيف الألاجاتي وأدخله إلى الحاج إبراهيم باشا ولكن بعد جهد ، ثم إن الباشا وعد الناس إلى ثلاثة أيام فانكفوا ، وبعد مرورها أخرجوا مقدارا من الخبز إلى السوق لأجل تسكين الخواطر وبقي القاضي عند الباشا إلى غرة ربيع الأول ، فتوجه من حلب إلى إسلامبول ، وفي هذا الأثناء قدم الناس عرضا يطلبون فيه نقل الحنطة من البيرة إلى حلب بالسعر الواقع معونة للفقراء. وفي ١٤ ربيع الثاني من هذه السنة وصل إلى حلب إمام زاده السيد محمد صادق أفندي قاضي حلب وكان وقورا مهابا ، وفي ١٧ منه جاء الإذن السلطاني بنقل حنطة البيرة وصار الناس يتوجهون إليها لشراء الحنطة وصاروا يشترون الحنطة من هناك في سعر ثمانين والسعر وقتئذ في حلب ١٨٠ مائة وثمانون ، فأحضروا مقدار مائتي مكوك وارتخت الأسعار وصار يباع رطل الخبز بعشرين ، ثم أخذ في التنازل إلى أن وصل إلى ستة ووقف عندها. وكان القاضي المذكور يدور بنفسه في الأسواق وينظر في أمور الخبز وصار يرسل إلى المحكمة أناسا يعاقبهم بضرب العصي وأناسا يرفعهم