لذلك ، فقام الوزير يونس باشا وقبل الأرض بين يديه وقال : الرسول لا يقتل وليس له ذنب ، فقال : لا بد من ذلك ، فقال الوزير : فإن كان ولا بد فأبق كبيرهم مغلباي ، فأمر بحبسه ورمي رقبة العشرة قدام أوطاقه واحدا بعد واحد وهو ينظر إليهم وحبس مغلباي بقلعة زمنوطو يومين ثم أحضره وحلق ذقنه وألبسه طرطورا وأركبه على حمار أعرج معقور وقال له : قل لأستاذك يجتهد جهده وها أنا متوجه إليه.
إرسال السلطان الغوري الأمير كرتباي
لكشف الأخبار
قال ابن إياس : بعد توجه الأمير مغلباي إلى السلطان سليم جهز السلطان الغوري الأمير كرتباي الأشرفي أحد الأمراء المقدمين إلى السلطان سليم وصحبته هدية حافلة بنحو عشرة آلاف دينار وذلك بعد أن خلع على قاضي عسكر ابن عثمان ووزيره قراجا باشا خلعة سنية وأذن لهما بالعودة إلى بلادهما ، وكان هذا هو عين الغلط من السلطان الغوري حيث أطلق قصاد ابن عثمان قبل أن يحضر مغلباي ويظهر له من أمر ابن عثمان ما يعتمد عليه ، ولما وصل الأمير كرتباي إلى عينتاب بلغه أن السلطان ابن عثمان أبى الصلح وقبض على مغلباي ووضعه في الحديد بعد أن قصد شنقه فشفع فيه بعض وزرائه وقصد حلق لحيته ، وقد قاسى منه من البهدلة ما لا يمكن شرحه.
فلما تحقق الأمير كرتباي ذلك رجع إلى حلب وأعلم السلطان بما فعله سليم شاه بالأمير مغلباي وأن طوالع عسكره قد وصلت إلى عينتاب وملكت قلعة ملطية وبهسنا وكركر وغير ذلك من القلاع ، ولما وصل الأمير كرتباي بهذه الأخبار الرديئة إلى السلطان اضطربت أحواله وأحوال الناس وأحوال العسكر قاطبة.
قال المحلي : أمر السلطان الغوري الأمير كرتباي أن يكشف خبر السلطان سليم وعسكره ويرجع على الفور ، فتوجه كرتباي ، ولما وصل إلى قيسارية وجد أهلها قد قفلوا أبوابها وتأهبوا لقتال أهل مصر لما بلغهم ما فعلوه في حلب وأهلها من إخراجهم من أماكنهم ونهب أموالهم والتعرض لنسائهم وبناتهم ، ووجد يونس نائب عينتاب عزل حريمه وماله وهو معول على الرحيل إلى السلطان سليم وقد قلب على أبناء جنسه ومال مع الروم ، فرجع