سنة ٩٢٢
ذكر الحرب بين السلطان سليم خان العثماني
وبين السلطان قانصوه الغوري في مرج دابق
وقتل السلطان الغوري وانكسار العساكر المصرية
واستيلاء السلطان سليم على حلب
ثم على الشام ومصر وانقراض دولة الجراكسة
أسباب هذه الحرب :
قال الشيخ أحمد بن زنبل الرمال المحلي في أوائل تاريخه الذي ذكر فيه الوقائع بين السلطان سليم خان وبين سلطان مصر الملك الأشرف قانصوه الغوري : إن السلطان سليما لما غزا شاه إسماعيل الصفوي سلطان العجم سنة ٩٢٠ وجاء بالعساكر من طريق البيرة [بيره جك] وكان نائبها يسمى علاء الدولة من طرف السلطان الغوري ، فأمر علاء الدولة أهل مرعش أن لا يبيعوا على عسكر السلطان سليم شيئا مطلقا من المأكل والعلف فمات كثير من الناس والدواب من شدة الغلاء ، فلما جرى ذلك حصل للسلطان سليم من الغم ما لا مزيد عليه ، وكان السلطان سليم حاد المزاج فأراد أن يأمر العسكر بالحملة على تلك النواحي ويحاصر مرعش ، فأشار وزراؤه عليه أن يرسل للغوري يعلمه بذلك ، فأمر بكتابة مرسوم إليه يخبره بما فعل علاء الدولة فأجابه بأن علاء الدولة عاص أمري فإن قدرت عليه فاقتله ، وخلع على قصاده وأرسلهم ، ثم كتب الغوري مرسوما وأرسله خفية إلى علاء الدولة يشكره على ما فعل ويغريه على قتال السلطان سليم ولا يمكنه من شيء أبدا ، وكان قصد الغوري إلقاء الفتنة بين الاثنين رجاء أن يقتل أحدهما أو كلاهما فيكتفي شرهما ، فإنه كان يعرف شدة بأس كل منهما ، فقوي قلب علاء الدولة على قتال السلطان سليم.
وأما السلطان سليم فإنه لما قرأ جواب الغوري علم بفراسته أن ذلك خديعة له فتحملت نفسه من الغوري غاية التحمل وأسرها في نفسه فكان ذلك سببا لإثارة الفتنة بينهما حتى وقع ما وقع كما هو المشهور.