قال القرماني في تاريخه في الكلام على الدولة الدلغادرية : لما توجه السلطان سليم لقتال شاه إسماعيل وجاوز حدود البستان أغار جماعة من عسكر علاء الدولة بن سليمان [صاحب البستان ومرعش وتلك النواحي] صحبة بعض أولاده على أحمال ذخائر عسكر السلطان سليم فأخذ منه شيئا كثيرا ، فلم يلتفت إليهم السلطان حتى عاد من غزو بلاد العجم وشتى بمدينة أماسية وعين جماعة من العسكر صحبة سنان باشا الطواشي إلى قتال علاء الدولة ، واقتتل الفريقان بقرب البستان فانهزم عسكر علاء الدولة وقتل هو وكان عمره أكثر من تسعين سنة ، فعين مكانه السلطان المبرور الأمير علي بيك ابن شاه سوار بن علاء الدولة بن سليمان.
وقال ابن زنبل في تاريخه المتقدم : لما انثنى السلطان سليم راجعا من قتال شاه العجم إسماعيل الصفوي مظفرا منصورا يريد قتال علاء الدولة كان مع السلطان سليم خان [علي بك] ابن شاه سوار وكان شاه سوار هو الملك والحاكم على تلك الديار وهو أخو علاء الدولة ، وكان شاه سوار قبض عليه على يد الأمير يشبك الدوادار وأرسل إلى مصر وشنق بها على باب زويلة في زمن السلطان قايتباي فأخذ الحكم بعده علاء الدولة (١).
وكان لشاه سوار ولد أكبر أولاده فهرب إلى السلطان سليم فما زال عنده حتى وقعت هذه الحرب مع علاء الدولة واصطف الفريقان للقتال وخرج ابن شاه سوار إلى الميدان بين الجمعين بإذن من السلطان سليم وقال : من عرفني فقد كفي ومن لم يعرفني فأنا ابن شاه سوار ، أين من ربي في إنعام أبي أين المحبون لي ولوالدي؟ فليأتوا تحت سنجق من حماني من عدوي ولا بد لكل إنسان من يحبه ويبغضه. فارتج عسكر علاء الدولة وافترق منه بعضه فمن كان يبغض علاء الدولة مالوا إلى ابن شاه سوار ، فما تم غير ساعة حتى قتل علاء الدولة وغالب أولاده وقطعت رؤوسهم وجاؤوا بها إلى السلطان سليم فأرسلها إلى الغوري ، فلما رآها الغوري أحس قلبه بزوال ملكه لما يعلم من اختلاف عسكره عليه كما وقع لعلاء الدولة.
وقال القرماني : أرسل السلطان سليم وزيره فرهاد باشا بعسكر كثير إلى قتال ملك مرعش والبستان الأمير علاء الدولة فانتصر عليه فرهاد باشا وقتله وعين إمارة تلك البلاد إلى
__________________
(١) الصواب أن الذي استولى على تلك البلاد بعد شاه سوار هو شاه بداق أو (بضاغ) ثم تغلب عليه أخوه علاء الدولة فأخذ تلك البلاد منه كما في القرماني.