إذا شئت أن تلقى دليلا إلى الهدى |
|
لتقفو آثار الهداية من كاف |
فخل بلاد الشرق عنك فإنها |
|
بلاد بلا دال وشرق بلا قاف |
ذكر تولية حلب للأمير ورديش
قال ابن إياس : لما ورد الخبر إلى مصر بالقبض على يشبك وانكسار العساكر المصرية ماجت القاهرة عن آخرها واضطربت أحوال السلطان ، ثم أشيع بين الناس أن السلطان قصد السفر إلى حلب بنفسه ويقيم بها خوفا من عسكر يعقوب بن حسن أن يطرق بلاد حلب والشام فإن النواب قاطبة كانوا في الأسر عند يعقوب بن حسن.
ثم إن السلطان عين الأتابكي أزبك إلى حلب وعين معه ورديش أحد المقدمين وخلع عليه وأقره في نيابة حلب عوضا عن أزدمر ، وعين من الأمراء العشراوات والطبلخانات عدة وافرة منهم جاني بك حبيب أمير أخور وآخرين من الأمراء ، ثم عرض الجند وكتب منهم جماعة واستحثهم على الخروج بسرعة قبل أن تهجم عساكر الشرق على حلب ، ولو لا فعله ذلك لخرج من يده غالب جهات حلب. ثم بعد أيام خرج الأتابكي أزبك من القاهرة هو والعسكر في تجمل زائد وكان له يوم مشهود ، وفوض السلطان أمر البلاد الشامية والحلبية للأتابكي أزبك وجعل له التكلم في أمور المملكة من ولاية وعزل.
وفي ذي الحجة جاءت الأخبار من حلب بقتل محمد بن حسن بن الصوا الحلبي نائب قلعة حلب وكان من أخصاء السلطان ثار عليه أهل حلب بسبب مظالم أحدثها بحلب فقتله العامة وقتل فرج بن أغلبك حاجب الحجاب بحلب ، وكان رئيسا حشما من أعيان أهل حلب وكان لا بأس به.
سنة ٨٨٦
قال ابن إياس : في المحرم أرسل السلطان تاني بك الجمالي أحد المقدمين إلى حلب إعانة للأتابكي أزبك فطلب وخرج وكان له يوم مشهود.
وفي صفر جاءت الأخبار من حلب بأن الأتابكي أزبك لما وصل إلى حلب وجد أمر الفتنة التي وقعت بين عسكر مصر وبين بابندر قد سكن أمرها وأن يعقوب بن حسن الطويل شق عليه ما فعله بابندر من سرعة قتله للأمير يشبك الدوادار ولامه على ذلك. ثم