سنة ١٣١٥
ذكر افتتاح الجادة المعروفة بجادة الخندق
ذكرنا في حوادث سنة ١٣١١ أنه بوشر فيها بردم الخندق المعروف بخندق العطوي ، ولا زال الردم متتابعا فيه من عدة جهات من تلك السنة إلى هذه السنة ، ففيها تم ردمه وذلك من أمام تربة الجبيلة إلى ساحة باب الفرج ، واشترت البلدية دورا في محلة العوينة من الباب الثاني لدار الحكومة المعروف بباب السجن إلى باب النصر وخربت تلك الدور فاتصلت الجادة من دار الحكومة إلى باب النصر إلى ساحة باب الفرج إلى محطة الشام ، ومن محلة بانقوسا إلى باب النصر ، فصارت هذه الجادة أعظم جادة في الشهباء ، وقد شطرت البلدة إلى شطرين تقريبا وأخذ الناس في بناء الدور والمخازن والخانات والمقاهي في طرفيها ، وربما لا يمضي عشر سنوات إلا وتتصل الأبنية ببعضها من الجانبين ولا يبقى ثمة موضع خال.
وفي سنة ١٣١٦ بوشر ببناء الجسر العظيم الذي في أواخر هذه الجادة ، صرف عليه مقدار ثلاثة آلاف ليرة عثمانية ، وقد جاء آية للناظرين وصارت البساتين التي في جانبه منتزها عاما.
وفي ذي الحجة من هذه السنة استحضر دولاب ذو مراوح حديدية تدور بواسطة الهواء ليسقى من مائه بستان أنشىء في أطراف قهوة البلدية في المكان المعروف بالسبيل الذي اتخذ منتزها عاما وبني تحت هذا الدولاب صومعة.
سنة ١٣١٦
ذكر بناء منارة الساعة في ساحة باب الفرج
في ١٥ ربيع الأول من هذه السنة احتفل بوضع الحجر الأول في أساس منارة الساعة تجاه باب الفرج ، ثم بوشر بعد ذلك ببنائها على صورتها الحاضرة ، وكان موضعها قسطل ماء مربع الشكل يسمى قسطل السلطان وهو من آثار السلطان سليمان خان العثماني.
وبلغ مصروف عمارة المنارة نحو ٦٠٠ ليرة عثمانية جمعت من ذوي الثروة واليسار ، وإذا تأملت ما في هذه المنارة من حسن الصنعة يظهر لك ما وصل إليه فن البناء في حلب