وقع في قبضته أحد منهم علقه بكلاليب تحت الواحة. وخرج مرة إلى الموكب فسار إلى مدينة الباب وحده فوجد جماعة من العربان ينعلون خيلهم فنكل بهم ، وامتنع العرب في أيامه من ركوب الخيل وحمل الرماح وصاروا يخوفون أولادهم الصغار منه ، حتى كان البدوي إذا دخل بفرسه إلى الماء ليشرب فامتنعت يقول لها : قرقماش في الماء. ثم وشي به إلى السلطان بشيء يقتضي العصيان فورد المرسوم الشريف بطلبه إلى القاهرة في صفر. اه
ترجمة الأمير قرقماش وزيادة حوادث في زمنه :
قال ابن الخطيب : قرقماش الحاجب الأمير سيف الدين نائب حلب ، كان مقدما بالديار المصرية وحاجب الحجاب بها في دولة السلطان الملك الأشرف ، وجاء إلى حلب صحبة الأمراء المجردين ، إلى قرايلك في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة فأقام بحلب صحبة الأمراء سنة وأشهرا دون الثلاثة ، ثم سافر من حلب إلى الديار المصرية ، ثم قدمها صحبة الملك الأشرف في سنة ست وثلاثين وثمانمائة وتوجه معه إلى آمد ، ثم رجع في خدمته إلى الديار المصرية. فلما كان في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة ولاه السلطان المشار إليه نيابة حلب عوضا عن الأمير قصروه بحكم انتقاله إلى نيابة دمشق ، فجاء إلى حلب ودخلها يوم ثاني عشر رمضان من السنة واستمر بها إلى يوم عيد الفطر. فخرج ثانية طالبا البيرة حين جاء الخبر من الرها بأن قرايلك يقصد الفساد هناك ، فأقام على البيرة مدة ثم رجع إلى حلب وأقام بها. ثم إن حمزة بك بن علي بن دلغادر جهز إلى نائب حلب يطلب نجدة له على عمه إلى مرعش فتوجه جريدة إليه ووصل إلى مرعش ، فجاء فياض بن ناصر الدين باك ومعه أمراء من أمراء التركمان فأمسكهم وجاء بهم إلى حلب ، ثم طلبوا إلى الأبواب الشريفة واستمر قرقماش بحلب.
فلما كان في رمضان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة توجه منها نحو العمق ، وجاء مرسوم شريف بأنهم يجهزون إلى ناصر الدين بن ذي الغادر ليسلم قيصرية إلى السلطان وولى بها الأمير قنصوه ، فتوجه الخاصكي إليه بالمرسوم الشريف فأجاب بالطاعة ، وتوجه قرقماش بالعسكر الحلبي إلى عينتاب إلى أن يأتي جواب السلطان بما يعتمدونه ، فورد المرسوم الشريف بإعادة العسكر الحلبي إلى حلب والصلح عن ناصر الدين باك ، فرجع النائب المذكور بالعساكر إلى حلب. وفي غضون ذلك جاء الخبر إلى حلب بظهور الأمير جان بك الصوفي الذي كان هرب من حبس السلطان بالإسكندرية بناحية بلاد دوركي واستمر