كرتباي وأخبره بأن قيسارية وعينتاب عصوا علينا وأرادوا قتالنا ومالوا مع السلطان سليم وأن طلائع عسكره قد أقبلت ، فارتج عسكر مصر لذلك ووقع الخلل فيهم.
رجوع الأمير مغلباي من عند السلطان سليم
قال ابن إياس : ما زال السلطان الغوري يكذب في أمر السلطان سليم شاه تارة ويصدق أخرى إلى أن حضر الأمير مغلباي دوادار سكين من عنده وهو في حال نحس بزنط أقرع على رأسه وعلى بدنه كبر عتيق وهو راكب على إكديش هزيل وقد نهب جميع بركه وأخذت خيوله وقماشه وأخبر أن ابن عثمان أبى الصلح وقال له : قل لأستاذك يلاقينا على مرج دابق وأخبره أنه وضعه في الحديد وقصد أن يحلق لحيته (يظهر أن هذا أصح مما تقدم عن المحلي أنه فعل ذلك) وقدمه إلى الشنق ثلاث مرات فشفع فيه بعض وزرائه وحمله الزبل من تحت خيله في قفة على رأسه وقاسى منه من الهوان والأهوال ما لا خير فيه ، فلما سمع السلطان هذه الحكاية تحقق وقوع الفتنة بينه وبين ابن عثمان ، فقيل إنه أنعم على مغلباي بألف دينار وخيول وقماش في نظير ما ذهب له.
خطيب الجامع الكبير بحلب
مدة إقامة السلطان الغوري بها
قال ابن إياس : إن السلطان لما دخل إلى حلب رسم لقاضي القضاة كمال الدين الطويل بأن يخطب في الجامع الكبير الذي بحلب ، فاجتمع الجم الكثير من أهل حلب في الجامع المذكور فخرج قاضي القضاة كمال الدين الطويل ورقي المنبر وخطب خطبة بليغة وأورد أحاديث شريفة في معنى الصلح ، وأذن المؤذنون بالجامع وقرؤوا حزب السلطان هناك وعمل الوعاظ وكان يوما مشهودا بالجامع المذكور ، ولم يحضر السلطان ولم يصل صلاة الجمعة هناك كما فعل بدمشق ، فعابوا عليه ذلك ، وكان قاضي القضاة كمال الدين يخطب بالجامع الكبير مدة إقامة السلطان بحلب.