الأربعة ، وكان الناس تضرروا بالدراهم العتيقة ضررا زائدا ، وكان وزن الدراهم إذ ذاك ربع درهم. وضرب دراهم كل درهم وزن درهم ، وكان عليها النور إذ هي خالية من الغش
حادثة الشيخ جنيد الأردبيلي وما آل إليه أمره :
قال أبو ذر في حوادث هذه السنة ومن خطه نقلت : وفي الثلاثاء خامس عشرين رمضان عقد مجلس بدار العدل بالجنينة عند كافل حلب جانم وحضره القضاة الأربعة والشيخ شمس الدين بن الشماع والشيخ شمس الدين محمد بن السلامي بسبب الشيخ جنيد ابن سيدي علي بن صدر الدين الأردبيلي. وهذا الرجل سكن كلّز وبنى بها مسجدا وحماما وللناس فيه اعتقاد عظيم بسبب أبيه وجده ويأتمرون بأمره ولا يغفلون عن خدمته ويثابرون على لزوم بابه ، ويأتيه الناس من الروم والعجم وسائر البلاد ويأتيه الفتوح الكثير ، ثم سكن جبل موسى عند إنطاكية هو وجماعته وبنى به مساكن من خشب ، وفي الجملة كان على طريق الملوك لا على طريق القوم.
وكان كافل حلب قد أرسل خلفه قبل ذلك فلم يحضر ، وذهب مع جماعة الكافل إليه شمس الدين بن عجين الشافعي مفتي أنطاكية فأمسكه عنده وهم بقتله ، ثم أرسل خلفه ثانيا دوادار السلطان ألماس ومعه جماعة من الأجناد فلم يحضر ، فلما حضر ألماس نسب إلى جماعته المقيمين عنده أنه حارب من ذهب خلفه وأن في الموقعة قتل إبراهيم بن غازي من أمراء التركمان بجبل الأقرع ، فعقد هذا المجلس بسبب هذا ، فبينما نحن في المجلس أرسل الكافل خلف الشيخ محمد ابن الشيخ أويس الأردبيلي المقيم بحلب ، وهذا كان أيضا بأربل ثم انتقل إلى حلب وتزوج الشيخ جنيد بأخت الشيخ محمد ثم تشاجرا وتطالقا وصار في النفوس شيء ، فلما حضر سأله ما يقول في هذا الرجل فقال : أنا بيني وبينه عداوة لا يقبل كلامي فيه ، ثم انصرف فاستحسن الحاضرون عقله ، فبينا نحن كذلك إذ حضرت ورقة من عند الشيخ عبد الكريم أن هذا الرجل شعاشعي المذهب وورقة من عند الشيخ أحمد البكرجي أن هذا الرجل تارك الجماعة ، ونسب إليه أشياء ، إلى أن قال : ثم خرج الناس إليه إلى الجبل فاقتتلوا وأسفرت الوقعة عن قتلى من الفريقين ، فتسحب من الجبل إلى جهة بلاد العجم وأقام هناك ثم خرج على بعض ملوكها فقتل. وبعض أصحابه يدعي