الفتوحي الحنبلي ، وأما قاضي القضاة الحنفي محمود بن الشحنة فإنه هرب مع العسكر إلى الشام ونهب جميع بركه وقماشه ودخل الى الشام في أنحس حال. قيل لما دخل أمير المؤمنين على ابن عثمان وهو بالميدان عظمه وأجلسه وجلس بين يديه فأشيع أنه قال له : أصلكم من أين؟ فقال له : من بغداد ، فقال له ابن عثمان : نعيدكم إلى بغداد كما كنتم.
دخول السلطان سليم إلى حلب واستيلاؤه على القلعة
وما فيها من الذخائر
قال ابن إياس : لما جاء السلطان سليم إلى حلب سلمه أهلها المدينة من غير نزاع ، وهرب قانصوه الأشرفي نائب القلعة وتوجه إلى الشام مع العسكر وترك أبواب قلعة حلب مفتحة ، فلما بلغ السلطان سليما ذلك أرسل إليها شخصا من جماعته أعرج أجرود وفي يده دبوس خشب ، فطلع إلى قلعة حلب فلم يجد بها مانعا يرده فختم على الحواصل التي بها واحتوى على ما فيها من مال وسلاح وتحف وغير ذلك ، وقد فعل ابن عثمان ذلك ليقال إنه أخذ قلعة حلب بشخص أعرج وفي يده دبوس خشب وهو أضعف من في عسكره.
وأشيع أن السلطان سليما من حين استولى على مدينة حلب لم يدخلها غير ثلاث مرات ، المرة الأولى دخلها وطلع إلى القلعة بسبب عرض حواصلها ، فلما عرضت عليه رأى ما أدهشه من مال وسلاح وتحف ، وكان فيها من المال نحو مائة ألف ألف دينار (هكذا) ورأى من الكنابيش الزركش والرقاب الزركش والطبر والسروج الذهب والبلور وطبول البازات واللجم المرصعة والفصوص المثمنة والبركستوانات الفولاذ الملون والسيوف المسقطة بالذهب والزرديات والخوذ الفاخرة وغير ذلك من السلاح ما لم يره قط ولا أحد من ملوك الروم ، لأن الذي جمعه الغوري من الأموال من وجوه الظلم والجور والتحف التي أخرجها من ذخائر الملوك السالفة من عهد ملوك الترك الجراكسة احتوى عليه جميعه السلطان سليم شاه بن عثمان من غير تعب ولا مشقة ، هذا خارج عما كان للأمراء المقدمين والأمراء الطبلخانات والعشراوات والمباشرين والعسكر قاطبة من الودائع بحلب من مال وسلاح وقماش وبرك وغير ذلك ، فاحتوى ابن عثمان على ذلك جميعه ، وقيل إنه ملك ثلاث عشرة قلعة من بلاد السلطان واحتوى على ما