الجراد قد ظهر في بعض معاملاتها فخرج بنفسه إليه وأخرج خلائق كثيرة ما بين عوام يتعاطون جمعه وخواص معهم خيام يتعاطون مؤنة الجامعين له ، وبقي الجمع نحو أسبوع إلى أن دفنوا منه بالأرض وألقوا بالآبار ما لا يحصى كثرة وانتفع به الناس ، ثم كان باشا ببغداد وتوفي بها سنة ثمان وستين وتسعمائة اه.
أقول : لم يذكر صاحب در الحبب من ولي حلب بعد فرهاد باشا من الأمراء مع أن وفاته كانت سنة ٩٧١ وقد ذكر تراجم غير واحد ممن كانت وفاتهم سنة سبعين بل سنة إحدى وسبعين كما يراه من تتبع تاريخه.
ومرتب السالنامة ذكر بعد فرهاد باشا بهرام باشا وقال : إنه ولي سنة ٩٨٨ ، وذلك يفيد أن فرهاد باشا بقي واليا إلى هذه السنة ، وهذا سهو فقد تقدم آنفا أن فرهاد باشا عين واليا لبغداد وتوفي بها سنة ثمان وستين وتسعمائة ، ويغلب على الظن أن فرهاد باشا عزل عن حلب سنة ست وستين وتسعمائة أو التي بعدها فيكون مرتب السالنامة قد أهمل ذكر من ولي حلب من سنة ٩٦٦ إلى سنة ٩٨٨ أعني مدة اثنتين وعشرين سنة. وبعد التتبع والبحث وقفت على البعض ممن وليها خلال هذه المدة ، ففي خلاصة الأثر في ترجمة حسن باشا ابن محمد باشا أنه ولي في مبدأ أمره كفالة حلب ودخلها ولم يلتح أو لم تكمل لحيته ، ثم ولي بعدها كفالة الشام في سنة خمس وثمانين وتسعمائة وعزل عنها وولي ولاية أناطولي ثم ولاية أرزن الروم ، ثم أعيد إلى الشام ، وبسط صاحب الخلاصة ترجمته وحوادثه فارجع إليها إن شئت.
وفي أوراق كنت نقلتها عن أوراق وجدتها عند بعض أهل العلم منقولة عن خط الشيخ عمر العرضي مؤرخ حلب وعالمها وقد ذكر في هذه الأوراق بعض حوادث حلب وغيرها من سنة ٩٨١ لغاية سنة ٩٨٦ فال في حوادث سنة ٩٨٢ : وفي شوال ولي كفالة حلب محمد باشا ابن الخلال وأظهر من العدل فوق ما كان يؤمل منه اه.
سنة ٩٨٤
ذكر تولية حلب لعلي بن علوان باشا
قال العرضي في الأوراق التي قدمنا ذكرها في حوادث هذه السنة : فيها نودي بحلب للخروج إلى ابن مدلج البدوي المعروف بباغي ابن أبي ريشة ، وخرج الباشا ومعه العساكر في