وفي آداب اللغة العربية لجرجي زيدان [ج ٤ ص ٥٥] أن أسبق مدائن سوريا للطباعة هي حلب ، فقد ظهرت الطباعة فيها بأوائل القرن الثامن عشر وطبع أول كتاب في العقد الأول من القرن المذكور. وقد كتب إلينا جورج بك الخياط المحامي في حلب أن عنده نسخة من كتاب طقسي كنسي مطبوع في حلب باليونانية والعربية سنة ١٧٠٢ ، ثم طبع الإنجيل فيها سنة ١٧٠٦ ، قال : وقد صنع أمهات هذه الطبعة العربية واليونانية الشماس عبد الله زاخر الحلبي وكان صائغا ماهرا يحب الأدب والعلم اه.
سنة ١١١٥
ذكر ولاية جورليلي علي باشا
قال في قاموس الأعلام : ولد المترجم في جورلي (بلدة من أعمال أدرنة في قضاء تكفور طاغي) وأحضره إلى الآستانة قره بيرام آغا وأدخل إلى السراي السلطانية ، وفي زمن السلطان مصطفى خان الثاني صار سلحدار الحضرة السلطانية ، وفي سنة ١١١٥ في حادثة أدرنة أنعم عليه برتبة الوزارة ، وفي زمن السلطان أحمد خان الثالث عاد إلى الآستانة ثم بقي في أدرنة بصفة قائممقام عليها ، وبعد أن قام ثمة ببعض الأمور المهمة عين في هذه السنة واليا على حلب ، وفي سنة ١١١٦ عيّن واليا على طرابلس الغرب ، ثم أحضر في هذه السنة إلى الآستانة ، وفي سنة ١١١٨ عيّن لمنصب الصدارة وزوج ببنت السلطان مصطفى خان وبقي في هذا المنصب أربع سنوات وزيادة يدبر أمور السلطنة أحسن تدبير ، وفي سنة ١١٢٢ عزل بوشاية بعض الواشين ونفاق بعض المنافقين وأرسل إلى جزيرة مدللي وهناك أعدم وسنه لم يجاوز الأربعين ، وكان رجلا عاقلا مدبرا عادلا كثير الميل إلى عمل الخير والإحسان ، وجدد وهو بحلب تربة سيدنا زكريا عليهالسلام التي هي داخل الجامع الكبير (١).
__________________
(١) هذا سهو فان تجديد التربة كان في سنة ١١٢٠ في زمن عبدي باشا كما سيأتيك نقله عن قاضي حلب عبد الرحمن أفندي ولما سيأتيك في ترجمة علي بن أسد الله مفتي حلب المتوفى سنة ١١٣٠ وكما هو منقوش على باب التربة ، لكن صدر ذلك بأمره أيام صدارته.