وفي رمضان جاءت الأخبار من حلب بأن السلطان لما توجه إلى الفرات أقام هناك أياما ثم عاد إلى حلب ورحل عنها ، وكان القصد من هذه السياحة الكشف عن أمر النواب والقلاع بنفسه.
وفي شوال عاد السلطان إلى القاهرة ودخلها في موكب عظيم.
وفي هذه السنة توفي السلطان حسن الطويل ملك العراقين وتولى بعده السلطنة ولده خليل.
سنة ٨٨٤
ذكر تولية حلب للأمير أزدمر بن مزيد
قال ابن إياس : في ربيع الأول من هذه السنة نقل السيفي قانصوة اليحياوي من نيابة حلب إلى نيابة الشام عوضا عن جاني بك قلقسيز بحكم وفاته ، ونقل أزدمر قريب السلطان من نيابة طرابلس إلى نيابة حلب عوضا عن قانصوه اليحياوي بحكم انتقاله إلى نيابة الشام.
قال رضي الدين الحنبلي في تاريخه در الحبب في ترجمة أزدمر المذكور : ولي كفالة حلب في دولة قريبه السلطان الملك الأشرف قايتباي ودخل حلب متوليا في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وثمانمائة في أبهة وتجمل وألبس القضاة والأمراء وأركان الدولة الخلع على العادة ، وكان شجاعا سيىء الخلق حضر الوقعة التي كانت بين عسكري السلطان قايتباي والسلطان بايزيد فاقتحم المعركة فضرب بسيف على أنفه وفمه فسماه الناس بأزدمر الأشرم من يومئذ.
وكان بحلب طائفة من العتاة الأبطال يعرفون بالحوارنة في دولة الجراكسة ، وكانوا ذوي بطش وسفك لدماء أعوان الظلمة كالأستادار فمن دونه ، حتى كانوا يقولون : نحن نقتل فلانا ونعطي ديته معلاقا لأنهم كانوا قصّابين أو من ذرية القصاّبين يأوون طرف باب المقام والقصيلة ، فبطشوا ببعض أعوان أزدمر فصار يتتبعهم ليقتلهم ، فحصروه مرة بدار العدل فخشي شيخهم ابن بسيرك من عاقبة الأمر فأمرهم أن يطردوه بالسلاح والحجارة صورة ، ففعلوا فهرب إلى دار العدل وقال لأزدمر : إن لم تناد لهم بالأمان والاطمئنان وإلا قتلوك وقتلوني ، ومتى أطمأنوا فتتبع واقتل ، فنادى ثم أمسك منهم بعد مدة طائفة وأمر بإحضارهم متى كان القضاة الأربعة عنده في يوم الموكب وكان منهم جدي الجمال الحنبلي ولكن بحيث