توجه السلطان طومان باي بمن معه من الأمراء إلى مصر وحاصر السلطان جان بلاط إلى أن أسره وأرسله إلى الإسكندرية وبويع ثانيا واستقل في السلطنة ، ولما تم له ذلك خلع على جماعة من الأمراء من جملتهم دولات باي وقرره في نيابة الشام وقرر قرقماس في نيابة حلب كما قدمنا.
وقد بسط ذلك ابن إياس في حوادث هذه السنة. وفي السالنامة الحلبية أن قرقماس ابن ولي الدين عين بها سنة ٩٠٥ ، وسنة ٩٠٦ عين بها أركماس بن ولي الدين وهو سهو فهما شخص واحد [قرقماس] أو (أركماس) وقد كان تعيينه سنة ٩٠٦ لا غير ، ومنشأ هذا السهو ما قدمناه.
وفي تحف الأنباء في حوادث هذه السنة أنه في جمادى الأولى أتى علي دولات إلى دمشق وتعصب للأمير طومان باي وتكلم في سلطنته إلخ ، وهو سهو أيضا فإن الذي حضر هو الأمير دولات باي نائب حلب ، وأما علي دولات فهو ابن دلغادر التركماني أمير مرعش والبستان.
ذكر قتل الملك العادل طومان باي
وسلطنة الملك الأشرف أبي النصر قانصوه الغوري
وهو آخر ملوك الجراكسة
قال القرماني : لما تمكن الملك العادل طومان باي من الملك بعد نصف شهر قتل الأمير قصروه واستخف بالأمراء المقدمين فحقدوا عليه فاتفق قتل الرماح أمير سلاح والأشرف الغوري الدوادار الكبير وغيرهما ، فركبوا عليه في سابع عشر رمضان سنة ولايته فنزل في آخر نهاره من القلعة هاربا واختفى ، فتبعه العسكر إلى أن ظفروا به فقتلوه وقطعوا رأسه ودفنوه في تربته التي أعدها لنفسه أيام إمرته في أطراف الصحراء وتولى السلطنة الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري نهار الجمعة مستهل شوال سنة ست وتسعمائة (١).
__________________
(١) تنبيه. تاريخ ابن إياس المطبوع في مصر ينتهي سنة ٩٢٨ وقد سقط منه من سنة ٩٠٦ إلى غاية سنة ٩٢١ وقد نبهت المطبعة على ذلك في آخر الجزء الثاني وقالت : إن هذه المدة غير موجودة في النسخ التي بين يديها. وقد راجعت النسخة الخطية الموجودة في المكتبة الأحمدية في مدينة حلب فوجدت فيها من سنة ٩٠٦ إلى سنة ٩١٢ ومن سنة ٩٢٢ إلى الآخر وهي سنة ٩٢٨ فيكون الناقص فيها من أول سنة ٩١٣ إلى غاية سنة ٩٢١ والزائد عن النسخة المطبوعة من سنة ٩٠٧ إلى غاية ٩١٢ ومن سنة ٩٢١ إلى ٩٢٨ والحوادث المتعلقة بالشهباء في هذه المدة منقولة عن هذه النسخة الخطية.