الأحراج :
الأحراج في دير الزور تنحصر على أطراف نهر الفرات وفي الحوائج التي بواسطة النهر ، ولم يكن في غير هذا المحل أحراج تذكر سوى في جبل عبد العزيز يوجد قليل من شجر البطم.
إن الأحراج التي هي على ضفتي الفرات جميعها مملوكة ، وهي من شجر الغرب والطرفة. ثم وضع بعد ذلك جداول تبين هذه الأحراج مفصلا ، ثم عقد فصلا للاستفادة من الطرق النهرية وفصلا لبيان الأحزاب في دير الزور وبين درجة معارفهم ، ويستفاد من مجموعه أن المعارف هناك لم تزل قليلة جدا وأن الأمية منتشرة في الأهلين.
ثم وضع جدولا لبيان القرى المربوطة بلواء دير الزور مع بيان القبائل والنفوس إلى غير ذلك من الأبحاث التي يقتضي عليها على رجال الإدارة هناك أن يطلعوا على تفاصيلها.
أقول : وفي العام الماضي تأسس هناك مدرسة تجهيزية تشكيلاتها وصنوفها مثل المدرسة التجهيزية التي في حلب ، وعيّن مديرا لها صبحي بك نجل سعادة مرعي باشا الملاح حاكم حلب الآن ، وقد فتح فيها في السنة الماضية الصف السابع وعدد التلامذة فيها ١٥٠ والمنتظر أن تنشر هناك المعارف بسرعة ويكون لهم منها حظ وافر وذلك لالتفاتهم إليها في الآونة الأخيرة وإقبالهم عليها ولما جبلوا عليه من الذكاء الفطري والاستعداد الطبيعي ، وفقهم الله لما فيه صلاحهم وسعادتهم في دينهم ودنياهم.
وصول السلك البرقي
وفي هذه السنة وصل السلك البرقي إلى حلب وصارت المخابرات بواسطته.
سنة ١٢٨٢
فيها حصل هواء أصفر وهو المعروف بالكوليرا وفتك فتكا ذريعا. وفيها ابتدىء بتبليط أزقة حلب.
وفيها ظهرت صنعة الزنانير الهندية بحلب وتسمى صنعة (الأغباني) على يد امرأة نصرانية أسلمت على يد الشيخ طه الكيالي ، وكانت رأت عنده زنّارا من صنع الهند فالتقطت منه هذه الصنعة ، وهي اليوم صنعة واسعة يشتغل فيها ألوف من النساء في حلب وتحمل بكثرة إلى بلاد الحجاز والبلاد التركية وغيرها.