ثم قدم السيد محمد المشهور بشريف قاضيا بحلب فنزل خارج المدينة وأخذ يسعى في الصلح ، ثم عقد الصلح ولم يرض نصوح باشا إلا بأيمانات السكبانية وعهودهم فإن لهم عهودا وثيقة ، فحلفهم بالسيف أن يكون آمنا على نفسه وأمواله إذا تعرضه حسين باشا يقاتلونه معه ، ثم أمر الشريف نصوح باشا أن يذهب بنفسه إلى حسين باشا ويصالحه لكون نصوح باشا كان ضرب بنت حسين باشا وأخذ أموالها ، فذهب ومعه شاطر واحد إلى منزل حسين باشا فأكرمه وسقاه شربة سكر بعد ما امتنع نصوح باشا فشرب حسين باشا من الإناء قبله فاقتدى به وشرب ، ولما ذهب كان لابسا درعا تحت الثوب وظن الناس خروج نصوح باشا خفية ليلا خوفا من حسين باشا وعساكره فلم يكن الأمر كذلك بل خرج بعساكره وطبوله وزموره وقت الغداة فودعه حسين باشا واستولى على الديار الحلبية وصادر الأغنياء والفقراء لأجل علوفة السكبان.
سنة ١٠١٤
قتل حسين باشا وتغلب ابن أخيه الأمير علي على حلب
وخروجه عن السلطنة
قال في الخلاصة في ترجمة حسين باشا المذكور : ثم أمر سنان حسين باشا بالتوجه إليه (إلى بلاد العجم) لقتال الشاه فقدم رجلا وأخر أخرى وتثاقل عن السفر حتى حصلت الكسرة ببلاد العجم للعساكر العثمانية في وقعة مشهورة قتل فيها جماعة من الأمراء ، وكانت في سادس عشري جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وألف ، فلما رجع الوزير سنان باشا ابن جغالة أدركه حسين باشا في رجعته بمدينة وان فقتله لتأخره في السنة المذكورة ، وكان يريد جعل ابن أخيه الأمير عليا قائما مقامه بحلب ، فلما بلغه قتل عمه تملك حلب وخرج بها على السلطنة وتولدت من ذلك فتن عظيمة سنذكرها في ترجمة الأمير علي إن شاء الله تعالى ١ ه.
قال في تاريخ نعيما : لما بلغ الأمير عليا قتل عمه حسين باشا غضب لذلك غضبا شديدا وعزم على الانتقام من الدولة وشق عصا الطاعة وجمع حوله كثيرا من الحشرات الأكراد والعربان ، ولما وصلت الأخبار إلى الآستانة بذلك أرسلت له منشور الولاية على