بقلائد نعمه وأورق أغصان الآمال بسحب سيبه وكرمه ، روح جسد هذا الزمان إنسان عين كل إنسان ، تميمة قامة الدهر نتيجة وزراء العصر ، ذو المحامد المنوعة والمكارم المرصعة ، سحاب المجد والسماحة مالك أزمة العلو والرجاحة ، حسيني الأخلاق طاهر العنصر والأعراق. وترجمه جامع هذه الكراسة في كتابه مراتع الأحداق فقال : ماضي بيض الصوارم فاضح الغمائم ، صيب البنان طلق الجنان ، حاوي الفخر درة العصر ، حياة العلا وضاح الجلا ، زناد الفضل الموري عطايا فلك العز المضيء بالسجايا. إلى أن قال : ظهر ظهور الشمس في الآفاق فأصبح في الوزراء بمنزلة الأحداق ، فبهر فضله واشتهر عدله ، وانبسطت لوجوده بسط الأفراح وانطوت بطالعه السعيد منشورات الأتراح ، واعتدل مزاج الزمان بعد انحرافه وامتنع المجد لعدله ومعرفته من انصرافه ، وانتعش جسم العلم بعد أن انتعش وانمحى ما كان من الجور على صحيفة الزمان قد انتقش ، وسرت حميا عطاياه بمشاش العديم فأصبحت أيامه رياش الدهر البهيم ، فأقام سوق الفضل بعد ما كسد وأصلح من العلا ما أندرس وفسد ، وكانت وزارته سنة ست وأربعين ومائة وألف ، ثم في سنة سبعين ومائة وألف ولي حلب (يظهر أن هذا أصح مما ذكره في السالنامة أن ولايته كانت سنة إحدى وسبعين) ثم عاد إلى مسقط رأسه بلدة الموصل وتوفي بها سنة إحدى وسبعين بعد المائة والألف ودفن بالجامع الذي أنشأه ولده محمد أمين باشا ، ومولده كان بالموصل سنة سبع ومائة وألف ورثته الشعراء بمراثي عديدة يطول ذكرها ، وله مع الوزير أحمد باشا والي بغداد وقائع عدة اه.
قال بكري الكاتب في مجموعته : وفي أيامه وقع غلاء عظيم عم جميع النواحي.
سنة ١١٧١
كان الوالي فيها محسن زاده محمد باشا كما في السالنامة
سنة ١١٧٢
ذكر تولية حلب لمحمد باشا الجتجي
قال المرادي في ترجمته : اجتاز بحلب قبل الوزارة وبعدها سنة سبعين لما ولي منصب طرابلس ، ثم ولي حلب سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف فنزل بالميدان الأخضر أواخر المحرم