زراعتان يزرع فيهما البقول وغرس فيها بعض الأشجار أيضا ، وعما قريب يصبح هذا المكان إن شاء الله حدائق ذات بهجة تسر الناظرين.
وعناية مدير الأوقاف المذكور لم تزل مصروفة إلى عمران هذا المعهد وإحيائه بالعلوم والمعارف وجعله أزهر الشهباء بل أزهر البلاد السورية وفي عزمه أن يبني الأرض التي هي أمام الباب الشرقي التابعة لوقف المدرسة والتي حفظت بواسطة جدران قصيرة قاعة واسعة تعد لإلقاء المحاضرات العلمية وفقه الله لتحقيق آماله ، ولا ريب أنه قد خلد له بهذا الأثر العظيم وغيره من الآثار الحميدة الذكر الحسن الجميل وسنأتي على بيانها في مواضعها إن شاء الله تعالى.
سنة ٩٤١
ذكر تولية حلب لحسين بك
قال في السالنامة : ولي حلب هذه السنة حسين بك اه.
قال في در الحبب : هو حسين بك كافل حلب في الدولة السليمانية ، كان كثير القتل بغير سجل شرعي سفاكا للدماء على صورة قبيحة من تكسير الأطراف والإحراق بالنار والمحرق حيّ وغير ذلك متناولا للرشا لا نفع له على الخصوص سوى مضرة اللصوص. وكان من جملة مساويه أنه أمر شخصا بأن يزوج أخته ممن لا يرضاه زوجا لها ، فذهب وزوجها ممن يرضاه على خلاف رضاه ، فاشتكى إليه أبو الخاطب فطلب الزوج الذي عقد له العقد على رغم أنفه فتوارى هو وأبوه خوفا منه ، فحضر عمه وهو من قدماء أعيان حلب من التجار فأغلظ عليه الكلام فأجابه : أمر ١ شرعي ، فضربه ضربا مبرحا فلم يمض نحو عشرة أيام إلا وأخذه الله تعالى أخذ عزيز مقتدر ذي انتقام في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ودفن خارج الكلّاسة.
وذكر في السالنامة بعده مصطفى باشا وأنه تولى حلب سنة ٩٥١ ، وذلك يفيد أن حسين بك بقي إلى هذه السنة وقد علمت فيما سبق أنه توفي سنة ٩٤٩ فما بين هاتين السنتين وال لم يذكر في السالنامة بل ولا في در الحبب والله أعلم.
__________________
١ ـ في بعض مخطوطات «در الحبب» : أمرنا شرعي.