جرح جراحات بالغة وآخر من أولاده أصيب في عينه ووقع بين الفريقين مقتلة شديدة ، ثم رحل عسكر حسن الطويل من البيرة وقد خذلهم الله تعالى بعد ما عدوا من الفرات وطرقوا البلاد الحلبية من أطرافها. وعاد الأمير يشبك إلى الديار المصرية فدخلها في سنة ٨٧٨.
سنة ٨٧٩
قال ابن إياس : في هذه السنة في المحرم قدم قاصد حسن الطويل وعلى يده مكاتبة تتضمن الاعتذار عما كان منه وأن ذلك لم يكن باختياره ، فأكرم السلطان ذلك القاصد وأظهر العفو عما جرى منه.
وفي جمادى الأولى عاد الأمير يشبك الجمالي الذي كان توجه إلى ابن عثمان ملك الروم وقابل السلطان في خليج الزعفران وعليه خلعة ابن عثمان ومكاتبة تتضمن التودد بينهما فانسر السلطان بذلك.
سنة ٨٨٠
قال ابن إياس : في ربيع الآخر من هذه السنة جاءت الأخبار من حلب بأن (أغرلو) بن حسن الطويل قد وقع بينه وبين أبيه وقد بعث يستنجد بنائب حلب على أبيه ، فجهز نائب حلب معه جماعة من عساكر حلب وجعل عليهم باش إينال الحكيم أتابك حلب وجانم السيفي وجاني بك نائب جده وكان يومئذ نائب البيرة ودولات باي المحجوب وآخرين من أمراء حلب ، فلما خرجوا إلى عسكر حسن الطويل تقاتلوا معهم فانكسر عسكر حلب وجرح محمد أغرلو جرحا بليغا ورجع إلى حلب في خمسة أنفار وأن إينال الحكيم فقد في المعركة وأن دولات باي أسر في المعركة وقتل من عسكر حلب جماعة كثيرة ، فلما بلغ السلطان هذا الخبر تشوش له وعين جماعة من الأمراء منهم الأتابكي أزبك ويشبك الدوادار وتمراز رأس نوبة النوب وأزدمر الطويل حاجب الحجاب وبرسباي قرا وخاير بك بن حديد ووردبش وعين من الأمراء الطبلخانات والعشراوات عدة وافرة وأمرهم بأن يتجهزوا ويكونوا على يقظة حتى يرد عليهم من أمر حسن الطويل ما يكون ، فاضطربت أحوال العسكر ، فبينما هم على ذلك إذ ورد كتاب من ابن الصوا يخبر فيه بأن عسكر حسن الطويل عاد إلى بلاده ولم يحصل منه ضرر.