وأخذوا في أسباب الخروج إلى السفر ، فخرجت التجريدة الأولى قبل ذلك وكان باش العسكر جاني بك قلقسيز أمير سلاح ومن معه من الأمراء ، فلما رحل من الريدانية خرج الأمير يشبك ومن معه من الأمراء فرجت لهم القاهرة وكان لهم يوم مشهود.
وفي رجب جاءت الأخبار من حلب بأن ورديش نائب البيرة قد قبض على جماعة من عسكر حسن الطويل وكسر جاليشه فسر السلطان بهذا الخبر.
وفي شعبان حضر قاصد نائب حلب وأخبر أن نائب حلب قبض على عثمان بن أغلبك (١) وشخص آخر كان أستادارا على تقدمة حسن الطويل التي كانت بحلب وقبض على جماعة آخرين نحوا من الأربعين نفرا وقد نسبوا الجميع إلى المواطأة مع حسن الطويل وكانوا يكاتبونه بأخبار المملكة فأمر نائب حلب بشنقهم.
وفي شوال جاءت الأخبار من حلب بأن الأمير يشبك الدوادار دخل إلى حلب وكان له يوم مشهود ، فلما استقر بحلب قدم عليه قاصد من عند حسن الطويل وعلى يده مكاتبة شرحها أنه أرسل يطلب جماعته الذين أسروا وسجنوا بحلب وأنهم إذا أطلقوهم يطلق من عنده من الأسرى ، وكان عنده دولات باي النجمي الذي كان نائب ملطية وجماعة آخرون فلم يلتفت إليه يشبك ولا أجابه عن ذلك بشيء.
وفي ذي القعدة جاءت الأخبار من حلب بأن الأمير يشبك بعث جماعة من العسكر إلى البيرة لقتال عسكر حسن الطويل وقد بلغه أن حالهم تلاشى إلى الفرار وأن حسن الطويل أرسل يكاتب الإفرنج ليعينوه على قتال عسكر مصر ، وهذا أول ابتداء عكسه لكون أرسل يستعين بالإفرنج على قتال المسلمين.
وفيه جاءت الأخبار بأن ابن عثمان ملك الروم أرسل قاصده إلى الأمير يشبك بأن يكون عونا للسلطان على قتال حسن الطويل فأكرم القاصد وأرسل صحبته القاضي شمس الدين ابن أجا الحلبي قاضي العسكر بأن يتوجه إلى ابن عثمان وعلى يده هدية حافلة ومكاتبة بأن ينشىء بينه وبين السلطان مودة بسبب أمر حسن الطويل.
وفيه وصل إلى السلطان مكاتبة من عند ابن الصوا من حلب يخبر فيها بأن الأمير يشبك قد انتصر على عسكر حسن الطويل ورحلهم عن البيرة وأن ولد حسن الطويل قد
__________________
(١) هو باني الجامع في المحلة المعروفة به المشهورة الآن بمحلة باب الأحمر ، وانظر ترجمته في القسم الثاني في وفيات سنة ٨٧٨.