الشهرة أيضا ، للتسامح في أدلة السنن والمكروه ، مع أنّه يظهر من الأخبار أنّ ما هو ممنوع في نفسه ممنوع الصلاة فيه.
قوله : وهو فاسد ، لأنّ شدّ القباء غير التحزّم. ( ٣ : ٢٠٨ ).
لا يخفى أنّه إذا نهي عن التحزّم فالشدّ منهي عنه بطريق أولى ، لأنّ التحزّم قليل شدّ ، إلاّ أن يقال : الفقهاء لم يفتوا بكراهة التحزّم ، والقياس بطريق أولى حجّة إذا كان المقيس عليه صحيحا يقولون به ، إذا لا معنى للقول بالفرع مع عدم القول بالأصل.
ويمكن أن يقال بكراهة التحزّم أيضا ، أي استحباب عدمه ، والمستحب يسامح في دليله ومأخذه ، ولا يجب أن يكون له قائل من الفقهاء ، كما لا يخفى ، فتأمل.
تذنيب : في جامع الأخبار عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لو أنّ رجلا متعمّما صلّى بجميع أمتي بغير عمامة يقبل الله صلاتهم جميعا من كرامته عليه » (١) وفيه أيضا : « من صلّى ركعتين بعمامة فضله على من لم يتعمّم كفضل النبي على أمّته » (٢) وفي الكافي عن الصادق عليهالسلام : « صلاة متطيّب أفضل من سبعين صلاة بغير طيب » (٣) وفي العوالي عن الحسن بن علي عليهماالسلام : أنّه كان إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه ، وكان يقول : « إنّ الله تعالى جميل يحب الجمال » (٤) ، لكن في التهذيب روى عن الصادقين عليهماالسلام أنّهما كانا يلبسان أخشن ثيابهما وأغلظهما في الصلاة (٥) ، ولعله لإظهار التواضع والحاجة إليه
__________________
(١) جامع الأخبار : ٧٧.
(٢) جامع الأخبار : ٧٧.
(٣) الكافي ٦ : ٥١٠ / ٧ ، الوسائل ٤ : ٤٣٤ أبواب لباس المصلّي ب ٤٣ ح ٢.
(٤) عوالي اللآلي ١ : ٣٢١ / ٥٤ ، تفسير العياشي ٢ : ١٤ / ٢٩ ، المستدرك ٣ : ٢٢٦ أبواب لباس المصلّي ب ٣٦ ح ٢.
(٥) التهذيب ٢ : ٣٦٧ / ١٥٢٥ ، الوسائل ٤ : ٤٥٤ أبواب لباس المصلّي ب ٥٤ ح ٣.