الحضرمي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ لكلّ بيت بابا ، وباب القبر من قبل الرجلين » (١) وفي الصحيح عن الباقر عليهالسلام : « قال : كفن الرسول في ثلاثة أثواب » ، الحديث ، وفيه : قال الراوي : فسألته أين وضع السرير؟ أي عند الدفن ، فقال عليهالسلام : « عند رجل القبر ، وسلّ سلاّ » (٢) ، وسيجيء ما يناسب المقام.
قوله : وأكثر الأخبار واردة بسلّ الميت من قبل الرجلين. ( ٢ : ١٣٠ ).
أقول : ففيها شهادة على كون وضع الجنازة ممّا يلي رجلي القبر ، لأنّ المراد رجلي القبر ، ورجلي الميت في صورة يكون فيه ، فالسلّ ليس من قبل رجلي الميت ، بل من قبل رجلي القبر ، يسلّ من قبل رأسه ليسبق إلى القبر رأسه ، كما سبق إلى الدنيا في خروجه إليها ، وهذا هو الظاهر من المفيد ، بل الشيخ أيضا (٣).
قوله : كحسنة الحلبي. ( ٢ : ١٣١ ).
هذه الحسنة على ما ستعرف يتضمّن دعاء مختصّا بالرجل ، ورواية عبد الصمد منجبرة بعمل الأصحاب ، معلّلة بعلّة ظاهرة صحيحة متأيّدة برواية الشيخ بسنده عن زيد عن آبائه عن علي عليهمالسلام : « يسلّ الرجل سلاّ ، ويستقبل المرأة استقبالا » (٤) ، فإنّها أيضا ظاهرة في الفرق والتفاوت ، ولعل المراد : توضع ممّا يلي قبلة القبر لتؤخذ عرضا ، ولم يظهر لهذا معنى سوى
__________________
(١) التهذيب ١ : ٣١٦ / ٩١٨ ، الوسائل ٣ : ١٨٣ أبواب الدفن ب ٢٢ ح ٧.
(٢) التهذيب ١ : ٢٩٦ / ٨٦٩ ، الوسائل ٣ : ١٨٤ أبواب الدفن ب ٢٤ ح ٢.
(٣) المفيد في المقنعة : ٨٠ ، الشيخ في النهاية : ٣٨ ، والمبسوط ١ : ١٨٦.
(٤) التهذيب ١ : ٣٢٦ / ٩٥١ ، الوسائل ٣ : ٢٠٤ أبواب الدفن ب ٣٨ ح ٢.