سويّا ما بينها وبين أربعة أشهر (١) ، والظاهر أنّ الأطبّاء أيضا يقولون : إنّه بكمال أربعة أشهر يتم خلقته. وفي بعض الأخبار أنّه يتردد النطفة في الرحم أربعين يوما ، ثم تصير علقة أربعين يوما ، ثم مضغة أربعين ، ثم بعد ذلك يبعث الله ملكين خلاّقين ينفخان فيه الروح والحياة ويشقّان له السمع والبصر وجميع الجوارح (٢) ، الحديث.
قوله : إلى قول أهل الخبرة. ( ٢ : ٧٦ ).
لا يخفى أنّ مراد المصنف أنّه لا يكون له أربعة أشهر كملا ، وعبّر عنه بوقت عدم ولوج الروح تنبيها على أنّ الولوج يتحقّق بكمال أربعة أشهر لا أقلّ منه ، وقد أشرنا إلى الأخبار الدالة على ذلك ، وأنّ الحق ما قاله المصنّف ، لدلالة الأخبار المنجبرة بعمل الأصحاب ، التي لا شبهة في حجّيتها ، كما حقق في محله. وأيضا نبّه على أنّ الغسل للميت ولأجل الموت ، ولا يتحقق إلاّ بعد ولوج الروح ، فلا حاجة إلى الرجوع إلى أهل الخبرة ، ولا تأمّل في الدليل ، ولا غبار عليه.
قوله : بل الظاهر أنّه يدفن مجرّدا. ( ٢ : ٧٧ ).
لا يخفى أنّ استدلاله إنّما هو لأجل عدم وجوب الغسل خاصة.
قوله : وقد يناقش في هذا الحكم بأنّ اللازم منه. ( ٢ : ٧٨ ).
ويمكن أن يقال : ليس المراد تحصيل الطهارة الشرعية ، بل إزالة النجاسة الخارجية الأجنبية ، لئلاّ ينجس ماء الغسل بملاقاته ، كما ذكره في المعتبر ، بل لعل الظاهر هو هذا.
قوله : ومقتضاه أنّه لا يجب تقديم الإزالة. ( ٢ : ٧٩ ).
__________________
(١) الوسائل ٧ : ١٤٠ أبواب الدعاء ب ٦٤.
(٢) انظر الكافي ٦ : ١٣ / ٤ ، البحار ٥٧ : ٣٤٤ / ٣١.