وكذا لو شاركه الأب أو شارك حرّ عبدا في عبد
ولو ألقاه مكتوفا في مسبعة فافترسه السبع اتفاقا فالدّية.
______________________________________________________
وكذا لو شارك في قتل انسان يلزمه قتله به. ومن لا يلزمه شيء بقتله مثل ان قتل شخص بمشاركة أب ولده فإنّ الأب لا شيء عليه مثل الأسد.
فإذا أراد وليّ الدّم قتل شريكه في الدّم لا بد ان يعطيه نصف ديته حتّى يقتله.
وكذا لو شارك حرّ وعبد في قتل عبد فعلى كلّ واحد نصف العبد ولا يمكن قتل الحر ، نعم لمولى المقتول قتل العبد القاتل ، ولكن ردّ نصف قيمته الى مولاه كائنا ما كان ما لم يتجاوز نصف الدّية ويأخذ من الحرّ نصف قيمة عبده كائنا ما كان ما لم يتجاوز نصف الدية.
قوله : «ولو ألقاه إلخ». أي لو القى شخص إنسانا مربوط اليدين في محلّ السبع ولم يكن السبع حاضرا فأكله السبع اتفاقا لزمه الدية لا القود ، لأنّه ما قصد القتل ولا فعلا قاتلا غالبا ، فلا عمد وقد تلف نفس بسببه.
ويحتمل القود أيضا ، فإنّه قتل نفسا بالتسبيب فيدل «النَّفْسَ بِالنَّفْسِ» (١) عليه.
وهو بعيد إذا لم يكن قاصدا للقتل ، وإلقائه في فم السّبع وإلّا فليس ببعيد ، فإنّ إلقاء المربوط في محلّ السبع ـ ولو كان مجيئه اليه نادرا ـ لا يخلو عن قصد قتله ، بل ولو ثبت عدم قصده فان فعله موجب لذلك.
وينبغي التأمّل في ذلك ، وهو فرع التأمّل في معنى العمد ، وقد مرّ ، فتذكر.
__________________
(١) المائدة : ٤٥.