لم يزل هذا الاسم (مرج دابق) باقيا إلى عصرنا هذا وفيه قرية باسم دابق فيها نحو مائة بيت وهي تبعد عن محطة (أخترين) قدر ساعة ونصف مشيا على الأقدام ، ويوجد قرية أخرى تدعى (دويبق) ١ فيها نحو ٦٠ أو ٧٠ بيتا واقعة شمالي شرقي الأولى والمسافة بينهما عشر دقائق ، ويلاصق دابق من الجهة الشمالية تل كبير عليه قبر سليمان بن عبد الملك وعليه قبة مسورة يزوره الناس ويتبركون به وهو مشهور هناك بمزار الشيخ بركات.
ويمر بين القريتين المذكورتين ومن شرقي دويبق نهر حلب المسمى قويق ، وبين هاتين القريتين على طرف النهر خربة قديمة يقال لها (تليلة النحاس) بالتصغير.
ويظهر من الآثار الحفرية أن هناك مصانع لعمل الآجر لأن طينة هذه الأراضي هي بيلونية ، ويستعمل أهل حلب هذا الطين المعروف بالبيلون في حماماتهم لإزالة القشرة التي تحصل في شعر الرأس لرطوبته ، ويحمل منه إلى حماة وحمص ودمشق ويستعمل ثمة لهذه الغاية.
وطول هذا المرج من الغرب إلى الشرق نحو ثماني ساعات وعرضه نحو خمس ، وهو من الجهة الغربية أعرض منه في الجهة الشرقية ، ويحده من الشمال أراضي (كلّز) ومن الجنوب أراضي جبل سمعان التابعة لحلب ومن الغرب أراضي العمق.
ومرج دابق لم يبق مرجا على وضعيته الأصلية بل أصبح اليوم معمورا بالقرى التي يزيد عددها عن خمسين قرية ، منها (تركمان بارح) و (أرشاف) وهما شرقي دابق ، ومنها (تليلين) و (ميرع) وهما في غربيه ، ويحصل في الشتاء في (ميرع) بحيرة كبيرة يصير طولها نحو ساعتين وعرضها كذلك وفيها نحو ٤٠٠ بيت.
وفيها (جبرين) و (النقلة) و (صوران) و (احتيملات) وهذه تقع في الشمال الغربي بين (تليلين) و (دويبق) وهناك عين تسمى عين البيضاء ، ومن القرى (شيخ ريح) و (حور النهر) و (راعل) و (كفره). وأهم مزروعات هذه القرى هي السمسم والبطيخ الأصفر والحنطة والشعير والذرة البيضاء ، ومعظم الخضرة التي ترد إلى حلب هي من محصولات هذا المرج ، ويوجد فيه عرق السوس بكثرة.
__________________
١ ـ ذكرها القاموس المحيط.