الأسود والأصفر وفوق كل قنطرة منها موضوع الرخام القاشاني البديع الألوان والصنعة على شكل نصف دائرة يروق للناظرين جدا. والمحراب ذو قطع كثيرة من الرخام الملون الأسود والأبيض والأحمر يعلوه تاج حسن الوضع والصنع وعن يمينه منبر كبير مرتفع جدا من الرخام الأسود والأصفر وأحجار طرفيه ومجنبتيه ضخمة مرخمة ترخيما بديعا على نسق واحد ينبئك عن عظيم عناية أهل ذاك العصر في فن العمارة. وقبة المنبر على شكل مخروطي وهي مبلطة من جهاتها الأربع بالقاشاني البديع.
والسدة المعدة للمبلغين مبنية على عشرة عواميد رفيعة ستة من الرخام الأصفر وأربعة من الرخام الأسود ، ومن السدة تصعد في درج من داخل الجدار فتخرج منه إلى ممشى عرضه ذراع على استدارة القبلية وهو مبني على ثماني قناطر مرتفعة مبنية على تلك الجدران الضخمة ، وفوق هذه القناطر قبة القبلية وهي قبة واحدة يبلغ ارتفاعها نحو ٢٠ مترا كتب في دائرها أسماء الله الحسنى وزينت مع وسط سقفها بالدهانات اللطيفة ، وفوق قنطرة المحراب والجدارين الشرقي والغربي ثلاث نوافذ من الزجاج الملون ذا قطع صغيرة كثيرة حفظت بالطين المعروف بالجبسين وجميعه منقوش نقشا بديعا أبقته الأيام على حالته التي عليها إلا بعض أماكن منه فقد لحقها بعض التوهن ، وباب القبلية مبني بالأحجار الملونة وكتب على قنطرته : (عمر في دولة مولانا السلطان الأعظم والخاقان المعظم سليمان عز نصره وأنشأه الوزير خسرو باشا رحمهالله سنة ٩٥٢) وهذان البيتان.
حرم التقوى الذي من أمه |
|
فهو في أمن به قد حرسا |
معبد في حلب تاريخه |
|
مسجد مشرف قد أسسا |
٩٥٢
وعلى طرفي مدخل الباب تحت قنطرته العظيمة عمودان من الرخام منقوشان نقوشا بديعة ويتخلل تلك النقوش الأصباغ البديعة المتقنة لذا أبقتها الأيام المتطاولة إلى الآن ، وعن يمين القبلية ويسارها حجرتان واسعتان لكل واحدة منهما بابان باب من داخل القبلية وباب من صحن المدرسة وقد أعدتا الآن للتدريس ، وبجانب الحجرة اليمنى منارة الجامع وهي عظيمة الارتفاع مستديرة الشكل على طرز منارات الآستانة ، وتحت موقف المؤذنين كان نحو ذراع منه مبلطا بالرخام القاشاني والآن ذهب معظمه وبقي منه نحو ذراع ونصف على ضلعين من أضلاع المنارة. وأمام القبلية على طولها وطول هاتين الحجرتين رواق عظيم الارتفاع أيضا فيه