ومن يرد اكتساب الحمد تنأى |
|
مطامعه عن الأمل البعيد |
ومن يول الجميل لكل عاف |
|
ينل حمدا مع المدح المزيد |
ومنها :
وأذهب بدعة الدومان تسمى |
|
بخسر مؤلم كبد المريد |
فكم ذبح الفقير بغير جرم |
|
بسكين المظالم والحقود |
ومنها في الختام :
ودم في ذروة المجد المعلى |
|
كبدر التم في شرف الصعود |
أقول : وهي طويلة أوردها المرادي بتمامها وقد اقتصرنا منها على هذا المقدار (قال) :
ثم إن المترجم عزل من حلب في منتصف شوال سنة ثمان وسبعين وولي إيالة الرها المعروفة بأورفة فاستقام بحلب إلى أن ورد منشوره في ذي القعدة فنهض إليها ولم تطل إقامته بها ، فعزل عنها وولي إيالة آدنة فنهض منها واجتاز بحلب ودخلها في المحرم سنة تسع وسبعين ونزل بتكية الشيخ أبي بكر وتوجه إلى آدنة ، فقبل وصوله إليها ولي إيالة صيدا فكر راجعا إلى صيدا ودخلها في صفر من السنة المرقومة ثم عزل عنها وأعطي قونية ، ثم ولي الشام وإمارة الحاج الشريف بعد الوزير عثمان باشا فدخلها في شهر رجب سنة خمس وثمانين ومائة وألف وصار لأهلها به كمال الفرح والسرور وسلك سبل العدل وتردى برداء الإنصاف ، ثم عزل عنها في ربيع الأول سنة ست وثمانين وأعطي قونية ، ثم أعيد إلى ولاية دمشق وإمارة الحاج في سنة سبع وثمانين وأقبل على أهلها بكمال الإكرام ووفور الاعتناء التام ، وكانت أيامه بها مواسم أفراح واستمر واليها إلى حين وفاته. وراج في أيامه سوق الشعر فمدحه الشعراء بالقصائد الطنانة وأهلك الله على يده جملة من الخوارج منهم علي ابن عمر الظاهر الزيداني قتله في رمضان سنة تسع وثمانين وصالح العدوان من بغاة المشايخ ومرعي المقدّاني الشيعي وغيرهم من البغاة وقطاع الطريق ، وراقت دمشق وما والاها في أيامه وصفا لأهلها العيش ونامت الفتن وسلم الناس من الإحن. وبنى بدمشق آثارا حسنة صار بها ارتفاق للمسلمين ، منها السوق الذي بناه بقرب داره تجاه القلعة الدمشقية عند المدرسة الأحمدية ، وبنى فيه سبيلا لطيفا محكما وأجرى إليه الماء من نهر القنوات ، وعمل لضريح الأستاذ الأكبر محيي الدين بن العربي قدس الله سره تابوتا من النحاس الأصفر ويوضع على