والتعدي وصار يظهر المظالم والبدع ، ففر غالب البازركان ووجوه الناس ومن له شهرة ، وفي رمضان رفع الأعيان إلى السجن وضيق عليهم وأخذ منهم مائة ألف غرش وقتل السيد خليل ابن النواني باش جاويش النقيب ، وضاقت الناس ذرعا إلى أن أخرج آغوات البلد والأوجاقلية في معية كتخداه كوسا كاهيه لقتال التركمان وصار يخرب القرى ويسلب أموالها في الطريق إلى أن وصل لجسر الشغر وحاصرها وأرسل يطلب مددا من الباشا ، فأخرج دلالا ينادي في حلب بخروج باقي الأنكجارية لإمداد كاخيته وهو إذ ذاك محاصر الجسر فأبوا وامتنعوا عن الرواح.
وفي ١٧ شوال من هذه السنة رفع علي باشا كتخداه نقيب زاده السيد مصطفى الطرابلسي وأرسله بالعساكر لخارج البلد إلى قتال التركمان وصار أبو بكر آغا أمين الجبّول كتخدا حلب.
وفي ليلة السبت ويومه سلخ شوال قامت أهالي البلدة بأجمعها على والي حلب علي باشا الجطلجلي وحاصروه في سراي حلب حصارا عظيما وضايقوه وبطل الأذان ستة أيام. وفي اليوم الثاني من ذي القعدة ضرب دزدار قلعة حلب الحاج طه الزنانيري على المسلمين الموحدين من القلعة رصاصا خزنويا. وفي اليوم السادس من الشهر المذكور أخرجوا الباشا مع جماعته من باب الفرج وشبكوا التفنك على رأسه مثل الجملون من دار العدل إلى باب الفرج والنساء خلفه بالزغاريط والأولاد بالشتم الشنيع وصار نهارا مهولا.
وفي اليوم التاسع فتح من أبواب البلد باب أنطاكية وباب النصر والمدينة جميعها فتحت مع أبواب الخانات ونزل هو في تكية الشيخ أبي بكر ومكث يومين وليلة ، ثم سافر إلى خان طومان بجميع عساكره وكتخداه ومكث في الخان سبعة عشر يوما ورحل في يوم الخميس إلى قصبة سرمين ، وبعده بيومين رحل كتخداه إلى سرمين وأخذ معه المدافع واستقامت البلدة محاصرة كما كانت أولا.
وفي ٢٧ من ذي القعدة ورد الأمر العالي بمتسلمية حلب إلى كوجك علي آغا زاده الحاج محمد آغا إلى حين تشريف أحمد باشا عزت والي القرص.
وفي اليوم الخامس عشر من ذي الحجة فتحوا باب الفرج بأمر القاضي والأعيان. وفي شوال من هذه السنة صار المطر في هذه البلدة ليلا مع نهار كأفواه القرب من غير فاصل خمسة وأربعين يوما ودام إلى العاشر من ذي الحجة ، صار الزود في نهر قويق كل يوم أكثر من يوم إلى اليوم الثالث عشر زاد النهر حتى قلب من فوق جسر باب الجنان من بين