إلى وكيل إبراهيم باشا ، فحين اطلاع هذا عليها أخذها وسلمها إلى إبراهيم باشا فأمر إبراهيم باشا بالتحقيق عن هذه المسألة ، ولما سئلوا أنكروا إلا أحمد آغا هاشم فإنه لم ينكر وقال : إني دعوت هؤلاء إلى منزلي وقرأت عليهم هذه الورقة وأجبرتهم على ختمها وليس لأحد منهم تصنع ، فأخبر إبراهيم باشا بذلك فأمر بقتله ، فأخذ وقتل أمام قهوة الآغا ، وبعد قتله بنصف ساعة أرسل إبراهيم باشا أمرا بالإبقاء عليه وكان القضاء قد نفذ.
وبعد مدة دعا إبراهيم باشا الآغوات إلى الشيخ أبي بكر (المكان المعروف) فقعدوا جميعا أمام الحوض الذي هناك فضرب عليهم زنجيرا وألقى القبض على جميعهم ثم قتلهم جميعا وفيهم ابن حطب الذي أفشى أمرهم.
وكان لقتل هؤلاء الآغوات عند الأهالي رنة سرور واستحسان نظرا لتطاير شررهم وعظم ضررهم وكثرة تعدياتهم. ونظم الشيخ عبد الرحمن الموقت أحد علماء ذلك العصر وأدبائه قصيدة يذم فيها الأنكشارية ويصف أفعالهم وأحوالهم ويذكر في البيت الأخير منها تاريخ قطع رأس أحمدآغا بن هاشم وهي :
أهل الفساد شرهم |
|
في حلب الشهباء دائم |
طائفة خبيثة |
|
فلا يرى منهم مسالم |
ويبغضون زمرة الأ |
|
شراف من كل العوالم |
كم قتلوا كم سفكوا |
|
كم هتكوا ستر المحارم |
كم بضعوا لآل بي |
|
ت المصطفى بكل صارم |
فأبادهم رب العلا |
|
وسطا عليهم كل حازم |
ولهم بقايا سفل |
|
ورثوا العداوة والمآثم |
أخذوا وبيلا مثل أخ |
|
ذ بواشق عند الحمائم |
كم مرة قصدوا لإي |
|
قاع الفساد مع الملاحم |
فلم يقدر ذاك رب |
|
العرش منّاح المكارم |
فأتت عليهم دولة ال |
|
مصري أرباب العزائم |
فاستظهروا لفسادهم |
|
ولما تناجوا من جرائم |
فنفوا لبعض منهم |
|
لعكة من غير خادم |
فقلت في التاريخ جا |
|
وقطعت رأس ابن هاشم |