لصنعة من الصناعات ، ودام ذلك نحو شهر ، وزيّن المكتب من بابه إلى مدخل البنايات وصار الناس يفدون للفرجة عليه من حلب وخارجها. وقد دل هذا المعرض على تقدم صنعة الأقمشة الحريرية والقطنية وصنعة السجاد المصنوع من الحرير والصوف.
سنة ١٣٢٢
في أواخر جمادى الثانية من هذه السنة عزل مجيد بك وتوجه في السادس والعشرين منه من حلب. وفي يوم الثلاثين منه وصل إلى حلب كاظم بك معينا واليا عليها.
انظر لتقلبات الدهر :
كان للوالي مجيد بك ولد شاب اسمه نجيب بك كان هنا مع أبيه أثناء ولايته وصار له من النفوذ ما لا يوصف ، وكان من الزهو والخيلاء على جانب عظيم. حدثني أحد وجهاء الشهباء قال : سافرت إلى الآستانة لبعض شؤوني وذلك أثناء الحرب العامة فدعاني صديق لي لتناول الغذاء في بعض فنادق الآستانة ، فلما دخلنا إليه استقبلنا خدمته على حسب العادة ، فرأيت بين هؤلاء رجلا كنت رأيته ولكني نسيت من هو يحدق النظر إلي ، وفي آخر الأمر عرفته حق المعرفة فإذا هو نجيب بك ابن والي حلب مجيد بك وقد تقلبت به الأحوال بعد سفره مع أبيه من حلب حتى صار خادما في إحدى فنادق الآستانة فسبحان المعز المذل.
سنة ١٣٢٣
توقيع المقاولة على إيصال الخط الحديدي من حماة إلى حلب
كان الخط الحديدي قد مدّ من قبل سنوات من محطة رياق (بلدة صغيرة بين بيروت والشام) إلى حماة.
قالت الفرات في عدد ١٨١٨ المؤرخ في ٣ ربيع الثاني من هذه السنة ناقلة عن صحف دار السعادة : إن مقاولة إيصال الخط من حماة إلى حلب قد وقع عليها في اليوم الثامن عشر من مايس وإن المهندسين المعهود إليهم بمناظرة الأعمال الأولية من هذا الخط قد توجهوا في هذه الأيام إلى حماة.