احتجاجه بهذه الرواية غفلة منه ، وإلاّ فقد روى الكليني ـ في الحمّام ـ عن الرضا عليهالسلام قال : « من أخذ آجرّة (١). » إلى أن قال : « يغتسل فيه الجنب من حرام والزاني والناصب » الحديث (٢). وعن أبي الحسن عليهالسلام : « لا تغتسل من غسالته فإنّه يغتسل فيه من الزنا » (٣).
وروى محمد بن همام بإسناده إلى إدريس الكفرثوثي أنّه كان يقول بالوقف ، فدخل سرّ من رأى في عهد أبي الحسن عليهالسلام ، وأراد أن يسأله عن الثوب يعرق فيه الجنب ، أيصلّى فيه؟ فبينا هو واقف في طاق باب لانتظاره عليهالسلام إذ حرّكه أبو الحسن عليهالسلام بمقرعة وقال : « إن كان من حلال فصلّ فيه ، وإن كان من حرام فلا تصلّ فيه ».
وهذه الرواية مذكورة في الكتب المعتمدة المصنّفة في الإمامة وظهور معجزتهم عليهمالسلام ، مثل كشف الغمّة وغيره (٤) ، وليس الآن ببالي ، ولها ظهور. والروايتان الأوليان ربما تصلحان لتأييدها وتقويتها. وبمضمونها أفتى الصدوق رحمهالله في الفقيه (٥) ، وجعله المفيد احتياطا (٦) ، وبالجملة : لا خفاء في أنّ مستند الصدوق إنّما هو هذه الرواية.
وأمّا الشيخ رحمهالله فلعلّ مستنده أيضا هذه الرواية ، إلاّ أنّه حين تأليفه التهذيب في هذا المقام ربما غفل عن نفس المستند ، لكثرة علمه وغزارته
__________________
(١) في المصدر : خزفة.
(٢) الكافي ٦ : ٥٠٣ / ٣٨ ، الوسائل ١ : ٢١٩ أبواب الماء المضاف ب ١١ ح ٢.
(٣) الكافي ٦ : ٤٩٨ / ١٠ ، الوسائل ١ : ٢١٩ أبواب الماء المضاف ب ١١ ح ٣.
(٤) إثبات الوصية : ٢٠١ ، الذكرى : ١٤ ، الوسائل ٣ : ٤٤٧ أبواب النجاسات ب ٢٧ ح ١٢ ، ولم نعثر عليها في كشف الغمّة.
(٥) الفقيه ١ : ٤٠ / ١٥٣.
(٦) المقنعة : ٧١.